انتقد رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الفرنسي ميشال بلاتيني "اللصوص والمحتالين" الذين رفعوا أسعار التعرفة في الفنادق الأوكرانية بشكل جنوني خلال نهائيات كأس أمم أوروبا "يورو 2012"، التي تحتضنها أوكرانيا الصيف المقبل بالاشتراك مع بولندا.
وقال بلاتيني خلال زيارته لمدينة لفيف، إحدى المدن الأوكرانية الأربع التي تستضيف الحدث القاري الصيف المقبل، إنه يشعر بالانزعاج التام بسبب ارتفاع التعرفة، مضيفاً: "من المؤسف القيام بالكثير من الاستثمارات، ثم القول للناس ليس بإمكانكم القدوم إلى أوكرانيا لأن هناك لصوصا ومحتالين يسعون إلى كسب الكثير من الأموال خلال كأس أمم أوروبا".
وتابع: "هذا الأمر يثير قلقي، أعتقد أن السلطات موجودة لكي تحرص على احترام الأنظمة، لا يمكنك أن تغيِّر تعرفة الغرفة من "40 يورو" في الليلة إلى " 100 يورو" ثم "500 يورو" بين يوم وآخر بهذه البساطة، الأمور لا تتم بهذه الطريقة"، مشيراً أيضاً إلى أن بعض الفنادق الأوكرانية لم تحترم العقود التي وقَّعتها من أجل حجز الغرف خلال كأس أوروبا.
وتابع: "آمل ولمصلحة الأوكرانيين أن تحترم الفنادق العقود التي وقَّعتها، وإلا لن يأتي الناس إلى أوكرانيا خلال النهائيات".
وتعهَّد نائب رئيس الحكومة بوريس كوليسنيكوف، المسؤول المشرف على كأس أوروبا الذي كان موجوداً إلى جانب بلاتيني، بأن تأخذ بلاده جميع الإجراءات اللازمة خلال الأيام الثلاثين المقبلة من أجل حلِّ هذه المشكلة.
وتُعتبر أوكرانيا إحدى أكثر الدول فقراً في اوروبا، لكن أسعار الإقامة فيها ستصل إلى حدود خيالية عندما تستضيف الجمهورية السوفياتية السابقة نهائيات كأس أمم أوروبا.
ففي دونتسك شرق البلاد، إحدى المدن الأربع المُضيِّفة في أوكرانيا، حجز غرفة في فندق قريب من الملعب الذي سيستضيف إحدى مباراتي الدور نصف النهائي في 27 حزيران/ يونيو المقبل، قد يُكلِّف 3600 يورو لليلة الواحدة، أي أكثر بـ 85 مرَّة من التعرفة الطبيعية (42 يورو لليلة).
أما بالنسبة للمشجِّعين الذين ليس باستطاعتهم دفع هذا المبلغ الطائل، بإمكانهم الحجز في نُزُل أو ما يُعرف ببيوت الشباب، للحصول على غرفة من سريرين مع حمام مقابل 1400 يورو!، أو استئجار خيمة مقابل 70 أو 120 يورو لليلة الواحدة في موقع مخصّص للتخييم، وذلك بحسب الموقع العالمي للحجوزات "بوكينغ دوت كوم".
وقبل أقل من شهرين على انطلاق البطولة القاريّة، سيكون من المستحيل إيجاد غرفة بسعر مناسب في فندق فعليّ، أي بعيداً عن الشقق المفروشة، في المدن الأوكرانية الأربع المضيّفة، وهي كييف ولفيف (غرباً) وخاركيف ودونتسك (شرقاً).
وإذا كانت الأسعار في العاصمة كييف مرتفعة أصلاً، كونها من أغلى المدن الأوروبية، فإن المغالاة في الأسعار حصلت في المدينتين الصناعيتين خاركيف ودونتسك اللتين لا تعتبران وُجهة للسائحين القادمين إلى أوكرانيا.
وهذا الوضع سيشكِّل مشكلة كبرى لحوالي 1.5 مليون مشجِّع قادمين إلى أوكرانيا من أجل متابعة منتخبات بلادهم، وذلك بحسب تخوّفات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، في حين أن هذه المشكلة غير موجودة في شريكة الضيافة بولندا، التي ارتفعت الأسعار فيها أيضاً إلا أنها تؤمِّن بدائل وخيارات متعدِّدة لمشجعي كرة القدم من أجل الاستمتاع بالعرس الكروي القاري، الذي ينطلق في 8 حزيران/ يونيو ويختتم في الأوّل من تموز/ يوليو.
أما السلطات الأوكرانية فكل ما فعلته حتى الآن في هذه المسألة هو تقديم النُصح للمشجِّعين بالتعامل مع وكلاء السفر الرسميين، لكن هؤلاء يقدِّمون بشكل أساسي غرفاً في مساكن الطلاب في الجامعات.
وقد رأى أمين عام الاتحاد الأوروبي ديفيد تايلور أن استغلال الحدث من أجل كسب أكبر قدر ممكن من الأموال لا يعطي صورة جميلة عن البلد، فيما وعد المسؤولون الأوكرانيون بالتدخّل بحسب ما أكد كوليسنيكوف بقوله: "حكومتنا تملك السلطة الكافية من أجل تقليص الشهية"، أي الشهية النهمة لأصحاب الفنادق.
وبانتظار التدخُّل الحكومي، قرَّر الكثير من المشجعين البقاء في منازلهم، وهناك خيار أمام المشجعين أن يحجزوا في طائرات تُسافر يومياً من وإلى دونتسك من أجل متابعة مباراة فريقهم ومن ثم مغادرة البلاد، وذلك بحسب ما أكّد مدير ملعب دونتسك ألكسندر أتامنكو.
بعض الأوكرانيين ليسوا سعداء على الاطلاق بجشع أبناء بلادهم، فقرَّروا أن يفتحوا أبوابهم ومجاناً أمام مشجعي كرة القدم من كل حدب وصوب، وهم دعوا عبر موقع "فايسبوك" للتواصل الاجتماعي مواطنيهم للقيام بالأمر ذاته.