يسعى سبورتينغ لشبونة البرتغالي للحؤول دون أن يكون نهائي مسابقة الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ" إسبانياً بحتاً، وذلك عندما يستضيف أتلتيك بلباو غداً الخميس في ذهاب الدور نصف النهائي.
وتتواجد ثلاثة فرق إسبانية في دور الأربعة، إذ يلتقي أتلتيكو مدريد مع فالنسيا غداً على ملعب "فيسنتي كالديرون"، قبل أن يزوره الخميس التالي في ملعب "ميستايا"، ما يعني أن إسبانيا ضمنت بشكل مؤكد ممثلاً لها في المباراة النهائية التي يحتضنها الملعب الوطني في العاصمة الرومانية بوخارست في التاسع من الشهر المقبل.
وتأهلَّت الفرق الإسبانية الثلاثة إلى نصف النهائي بعدما تخلَّص أتلتيك بلباو من شالكه الألماني (4-2 ذهاباً و2-2 إياباً)، وفالنسيا من ألكمار الهولندي (1-2 ذهاباً و4-0 إياباً)، وأتلتيكو مدريد من هانوفر الألماني (2-1 ذهاباً و2-1 إياباً)، فيما تخطَّى سبورتينغ لشبونة عقبة ميتاليست خاركيف الأوكراني (2-1 ذهاباً و1-1 إياباً) في منافسات الدور ربع النهائي.
ولن تكون مهمة سبورتينغ لشبونة الساعي إلى خوض النهائي للمرة الثانية بعد عام 2005، حين خسر أمام سسكا موسكو الروسي، سهلة في مواجهة فريق المدرب الأرجنتيني مارسيلو بييلسا، خصوصاً أن النادي الباسكي تجاوز فرقاً كبيرة مثل مانشستر يونايتد الإنكليزي و باريس سان جيرمان الفرنسي وشالكه في طريقه إلى دور الأربعة.
ويطمح الفريق الباسكي إلى بلوغ النهائي القاري الأول له منذ عام 1977 حين خسر أمام يوفنتوس الإيطالي في هذه المسابقة ذاتها لكن تحت مسماها القديم (كأس الاتحاد الأوروبي).
وسيكون الفصل الأول من مواجهة بلباو وسبورتينغ على ملعب "جوزيه ألفالادي" حيث سيحظى النادي الباسكي بمؤازرة 3 آلاف من مشجعيه الذين سيسافرون إلى لشبونة، لكن الأفضلية ستكون دون أدنى شك لصاحب الأرض، خاصة أنه تألق هذا الموسم بين جماهيره إذ يسعى لفوزه الأوروبي الثامن على التوالي في معقله، لكنه يعاني على الصعيد المحلي ويحتلّ حالياً المركز الرابع في الدوري بفارق 13 نقطة عن بورتو المتصدر.
لكن الفريق البرتغالي يأمل أن يواصل عروضه الجيدة بقيادة مدربه الجديد ريكاردو سابينتو الذي حلَّ بدلاً من دومينغوس باسيينسا في شباط/ فبراير الماضي، إذ حقَّق معه 6 انتصارات في 8 مباريات في الدوري، كما تمكَّن من تخطي مانشستر سيتي الإنكليزي في طريقه إلى نصف نهائي المسابقة.
وكان سابينتو لاعباً في صفوف سبورتينغ عندما وصل إلى نهائي المسابقة الذي أقيم في ملعبه عام 2005، لكنه لم يستفد وقتها من أفضلية الملعب لكي يتوَّج باللقب على حساب سسكا موسكو، وبالتالي يحلم المهاجم السابق الذي دافع عن ألوان الفريق بين عامي 1994 و1997، ثم بين عامي 2000 و2006 وتُوِّج معه بلقب الدوري عام 2002 والكأس المحلية مرتين، أن يعوض ما فاته قبل سبعة أعوام وأن يقود فريقه إلى لقبه القاري الثاني، حيث يحمل لقب كأس الكؤوس الأوروبية عام 1964.
وإذا تمكَّن سبورتينغ من تحقيق مبتغاه بالوصول إلى النهائي القاري الثالث له، فسيلاقي الفائز من المواجهة الأوروبية الثانية في المواسم الثلاثة الأخيرة بين أتلتيكو مدريد بطل 2010 وفالنسيا بطل 2004.
وكان أتلتيكو مدريد تغلَّب على مواطنه فالنسيا في الدور ربع النهائي من النسخة الأولى لمسابقة "يوروبا ليغ" عام 2010 وذلك بفضل الهدفين اللذين سجلهما في "ميستايا" (2-2 ذهاباً و0-0 إياباً).
وسيسعى فريق المدرب أوناي إيمري بالتالي إلى تحقيق ثأره من فريق العاصمة رغم أنه لم يحقِّق سوى فوز وحيد خلال المباريات الست الأخيرة التي خاضها في الدوري.
وواصل أتلتيكو عام 2010 مشواره إلى اللقب بفوزه في النهائي على فولهام الإنكليزي، وهو يأمل أن يكرِّر هذا الأمر مجدداً بقيادة مدربه الجديد الأرجنتيني دييغو سيميوني وهدافه المميز الكولومبي راداميل فالكاو، الذي حطَّم الموسم الماضي الرقم القياسي في عدد الأهداف المسجلة في المسابقة الأوروبية وقاد فريقه السابق بورتو البرتغالي للفوز باللقب على حساب مواطنه براغا بتسجيل هدف المباراة النهائية الوحيد.
وتفوَّق فالكاو على المهاجم الألماني الشهير يورغن كلينسمان الذي كان يملك الرقم القياسي السابق ومقداره 15 هدفاً سجله في موسم 1995-1996 مع بايرن ميونيخ عندما كان يطلق على المسابقة اسم كأس الاتحاد الأوروبي، وقد رفع الكولومبي رصيده حتى الآن إلى 25 هدفاً في 26 مباراة خاضها في المسابقة.
يُذكر أن نهائي الموسم الماضي كان الأول بين فريقين برتغاليين في تاريخ المسابقات الأوروبية، ودخل تاريخ المسابقات الأوروبية ليس من حيث تسجيل اسم الفائز في سجل الأبطال، بل لأنها المرة الأولى التي يضم فيها النهائي فريقين لا يفصل بينهما من حيث المسافة سوى 47 كلم، وكانت المسافة الأقصر بين مقر فريقين تواجها في نهائي إحدى المسابقات الاوروبية مسجَّلة في كأس السوبر الأوروبية عام 1988، عندما تواجه إيندهوفن الهولندي مع ميشيلن البلجيكي (84 كلم).