تأهَّل أثلتيك بيلباو الإسباني إلى المباراة النهائية للدوري الأوروبي لكرة القدم "يوروبا ليغ" بعد تجاوزه ضيفه سبورتينغ لشبونة البرتغالي (3-1) في إياب الدور نصف النهائي، معوِّضاً خسارته ذهاباً (1-2).
وقد أوفت موقعة ملعب "سان ماميس" بوعودها، فكانت عامرة بالإثارة والندّية والفرص والأهداف، وظلَّت بطاقة العبور للمباراة النهائية التي ستقام في الملعب الوطني بالعاصمة الرومانية بوخارست حائرة بين الناديين حتى اللحظات الأخيرة.
شوط سريع
كما هو منتظر، دخل الفريق الباسكي المباراة مهاجماً منذ الدقيقة الأولى، وكان قريباً من افتتاح التسجيل في مناسبتين خلال أول ربع ساعة، إذ واجه إيكر مونياين الحارس البرتغالي روي باتريسيو لكن تدخُّل المدافع البرازيلي أندرسون بولغا أنقذ الموقف حارماً مونياين من التسديد على بعد خطوات من المرمى، ولعب ماركيل سوسايتا كرة عرضية من زاوية منطقة الجزاء تأخر إيباي غوميز في متابعتها فمرَّت منه وحاذت القائم الأيمن.
لكن أول الأهداف لم يتأخَّر بعد توغل من خافي مارتينيز وعرضيّة روَّضها فرناندو لورينتي بصدره لتجد سوسايتا متحفزاً فأطلقها في الشباك (17).
وبدأ سبورتينغ ينظِّم صفوفه تدريجياً، وكان عطاء الإسباني دييغو كابيل سخياً فأزعج دفاع بيلباو مراراً وحصل على مخالفات كان أقربها تلك التي نفّذها التشيلي ماتياس فرنانديز لكن الحارس خوركا إيرايزوز تصدَّى لها بثبات، وكان بولغا قريباً من تعديل الأرقام مستفيداً من ركنية كابيل لكنه كرته الرأسية مرَّت قريبة من المرمى.
ومع ترقب الجميع لنهاية الشوط، باغت هدَّاف سبورتينغ الهولندي ريكي فان فولسفنكيل أصحاب الأرض بهدف التعادل متابعاً عرضية أربكت مدافعي بلباو فسدَّدها وسط غابة من الأقدام واستقرت في المرمى (44).
لكن فريق المدرب الأرجنتيني مارسيلو بييلسا سجَّل هدفاً مؤثراً منحه التقدّم مجدداً قبل نهاية الشوط، بعد هجمة مرسومة أنهاها لورينتي بلمحة رائعة هيّأ الكرة على إثرها لزميله إيباي غوميز الذي واجه المرمى بنجاح (45+1).
شوط الحسم
الشوط الثاني جاء أقل حرارة أمام المرميين، فكانت فرص الفريقين أقل رغم الصراع الكبير على الاستحواذ والسيطرة، وبدا واضحاً أن بيلباو لم يندفع للحسم سريعاً خشية أن يفقد حالة التعادل التام مع منافسه، فإن لم يسجِّل في الشوط الثاني ربما ينجح في الشوطين الإضافيين، وكذلك كان خيار الفريق البرتغالي الذي كان حذراً هو الآخر.
وكان تألق حارسي الفريقين في هذا الشوط لافتاً، فأبعد باتريسيو عدة فرص أبرزها لإيباي غوميز وسوسايتا، فيما وقف إيرايزوز سداً أمام كرات مدافعي سبورتينغ الذين هدّدوا مرمى بيلباو أكثر من مهاجميه ونخص بالذكر بولغا والأرجنتيني فرناندو إينسوا صاحب الهدف الأول في مباراة الذهاب.
ورغم أن فرناندو لورينتي كان غائباً عن اللمسات الأخيرة في معظم دقائق المباراة نظراً للرقابة اللصيقة المفروضة عليه، إلا أنه لم يكتف بصناعة الهدفين لزملائه، فتوَّج نجوميته المطلقة للمباراة بتسجيل هدف الفوز والتأهل بعد مجهود مميز للمتألق الآخر غوميز الذي لعب له الكرة من الجهة اليمنى فتابعها بلمسة واحدة على خط الـ 6 أمتار فتحولت من القائم الأيمن إلى داخل المرمى مفجِّرة فرحة عارمة في الملعب (88).
عبور تاريخي
بهذا التأهل ينجح أثلتيك بيلباو في إنهاء موسمه الأوروبي على أرضه دون أي هزيمة، إذ لعب ثماني مباريات في "سان ماميس" فاز في خمس وتعادل في ثلاث.
كما سيكون طرفاً في نهائي أوروبي للمرة الأولى منذ عام 1977، حين خسر نهائي البطولة بمسماها القديم (كأس الاتحاد الأوروبي) أمام يوفنتوس الإيطالي، وسيجمعه نهائي بوخارست بمواطنه أتلتيكو مدريد الساعي للتويج بلقب المسابقة للمرة الثانية بعد عام 2010، وهي المرة الثانية التي يكون فيها النهائي إسبانياً بعد نهائي عام 2007 الذي جمع إشبيلية بإسبانيول وحسمه الأول بفارق ركلات الترجيح.