أسدل جوسيب غوارديولا الستار على مغامرته المذهلة مع برشلونة بذكريات رائعة، بعد أن قاده أمس الجمعة للفوز بلقب مسابقة كأس إسبانيا لكرة القدم على حساب أتلتيك بلباو بالفوز عليه 3-0 في المباراة النهائية التي أقيمت في ملعب "فيسنتي كالديرون" في العاصمة مدريد.
"أنا سعيد لأني كنت جزءاً من هذه العملية التي بدأت منذ فترة طويلة، لكن البداية لم تكن معي والنهاية لن تكون معي"، هذا ما قاله غوارديولا بعد مباراة الأمس التي شهدت تتويجه بلقبه الرابع عشر مع برشلونة خلال أربعة مواسم معه.
وتابع "بيب" الذي قرّر ترك النادي "لأني استنزفت وأنا بحاجة للطاقة" بحسب ما قاله عقب إعلان قرار الرحيل، "أنا أترك شيئاً خلفي للذين سيحلّون بدلاً مني. لم نخترع أي شيء، كلّ واحد منا طبّق أفكاره بكل بساطة. سأرحل وأنا شخص سعيد".
وأشار غوارديولا إلى أنه يترك الفريق الذي أشرف عليه اعتباراً من موسم 2008-2009 خلفاً للهولندي فرانك رايكارد، بـ "ذكريات جيدة.
أنا راض إلى أقصى الحدود. سأرحل وأنا شخص سعيد، أشعر بالرضا التام. أرحل تاركاً خلفي مستقبلاً للنادي لكي يتواصل العمل.
مرّرنا بحقبة رائعة: 14 لقباً في أربعة أعوام، إنه انجاز من الصعب تحقيقه. أنا مقتنع بأننا نترك خلفنا ذكريات جيّدة. سيردّد الناس مع الوقت أن هؤلاء اللاعبين قدموا كرة رائعة وإنهم استمتعوا بذلك".
واعتبر غوارديولا أن برشلونة قدّم من الناحية الكروية "أفضل موسم له"، مضيفاً: "لقد نضجنا تكتيكيا. في الأعوام الأولى (كمدرّب للفريق) كانت الشرارة والطاقة الخالصة العامل الأساسي (في تألّق الفريق).
هذا الموسم كان يعتمد على التحليل بشكل أكبر. أنا مقتنع بأن الفريق سيصبح حتى أفضل مع الوقت".
من المؤكّد أن غوارديولا، الذي صفق له رجال الصحافة بعد انتهاء مؤتمره الصحافي في ملعب "فيسنتي كالديرون"، كان يُمنِّي نفسه بأن يودّع النادي الكاتالوني بلقبين إضافيين هما الدوري المحلّي ومسابقة دوري أبطال أوروبا، لكن "بلاوغرانا" انحنى للمرّة الأولى في أربعة مواسم أمام غريمه الأزلي ريال مدريد وتنازل عن لقب "لا ليغا" كما فشل في الاحتفاظ باللقب الأوروبي بعد خروجه من نصف النهائي على يد تشلسي الانكليزي الذي قد يكون وجهة "بيب" المقبلة استناداً إلى التطوّر الذي طرأ على موقف المدرّب الشاب بعد أن أعلن منذ ساعات معدودة انه مستعد للعودة الى مقاعد التدريب الموسم المقبل، وذلك خلافاً لموقفه الأوّلي الذي أشار فيه إلى أنه يعتزم الخلود للراحة.
وفتح غوارديولا أمس الباب أمام الفرق المهتمّة بخدماته لتقديم عروضها هذا الصيف حين قال: "عليّ أن أشحن بطارياتي في الأشهر المقبلة. سأستريح وأنتظر. سأكون جاهزاً إذا أرادني أحد الأندية، إذا نجحوا في اغرائي فسأدرّب مجدداً".
ويشكل غوارديولا محط اهتمام تشلسي ومواطنه ليفربول اللذين يبحثان عن خلف للبرتغالي اندري فياش بواش والاسكتلندي كيني دالغليش على التوالي، علماً بأن الأوّل استعان بخدمات الإيطالي روبرتو دي ماتيو الذي استلم الاشراف عليه مؤقتاً ونجح في قيادته للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا للمرّة الأولى في تاريخه.
ويبدو تشلسي الأوفر حظاً للحصول على خدمات "بيب" الذي كان نفى في نيسان/ابريل الماضي قبيل مواجهة برشلونة وتشلسي في ذهاب الدور نصف النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا (فاز تشلسي ذهاباً 1-صفر وتعادلا إياباً 2-2) الأخبار التي تحدثت عن تركه برشلونة من أجل تولّي الاشراف على الفريق اللندني، معتبراً إياها من "نسج الخيال".
وذكرت وسائل الاعلام أن غوارديولا يعتبر الهدف الأوّل لمالك تشلسي الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش، المستعد لكي يمنح المدرّب الإسباني راتباً سنوياً قدره حوالي 16 مليون دولار بحسب بعض التقارير.
من جهة أخرى، شكر رئيس برشلونة ساندرو روسيل المدرّب الشاب على ما قدمه للنادي خلال المواسم الأربعة، معتبراً إياه "أفضل مدرّب مرّ في تاريخ النادي" وأن بديله تيتو فيلانوفا سيبني على الإرث الذي تركه لاعب الوسط الدولي السابق.
وواصل "علينا مواصلة العمل الذي قمنا به حتى الآن. لا أرى نهاية لحقبتنا"، موجهاً الشكر للاعبين والطاقم الفني والمدرّب: "إنها الطريقة المُثلى للاعتراف بالعمل الذي قام به بيب، أفضل مدرّب في تاريخ النادي. إنه يترك إرثاً خلفه وتيتو سيواصله. إننا نقول مرّة أخرى لبيب إننا نحبه".
وتابع "على تيتو المحافظة على ما تم تأسيسه. لا يمكننا أن ننسى أنه كان جزءاً مما تحقّق منذ البداية (كونه مساعد غوارديولا). علينا أن نسير على نفس مسار العمل الذي تحقّق. الفريق استثنائي، إنه مذهل.
تيتو سيقوم بعمل جيّد بالقدر نفسه. اللاعبون مذهلون. الحقيقة هي أن اللاعبين متّحدون وهم يساندون تيتو. لا أرى نهاية للحقبة التي نعيشها والذي يعتقد إنها انتهت فهو مخطئ".
وأكّد روسيل أن التخطيط للموسم المقبل سيبدأ اعتباراً من الاثنين المقبل، مضيفاً: "سنحاول أن نلبّي جميع مطالب المدرّبين من أجل المحافظة على المسار ذاته".