أعلن موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” أنه بصدد إطلاق خدمة جديدة هي عبارة عن نظام إنذار يتيح للمستخدمين الإبلاغ عن أصدقاء يعتقدون أنهم يفكرون بالإقدام على الانتحار.
والخدمة هي مشروع مشترك بين “فيسبوك” وجمعية “سامارايتنز” (السامريون) المعنية بتقديم النصح والمساعدة لمن يعانون مشاكل الضيق واليأس، بما في ذلك المعاناة التي قد تؤدي إلى الانتحار.
ونشرت الجمعية نبأ إطلاق الخدمة على موقعها على شبكة الإنترنت، داعية المهتمين إلى الإبلاغ عبر “مركز المساعدة على فيسبوك” عن حالة أي شخص يعتقدون أنه يفكر بالإقدام على الانتحار.
فقد ذكرت الجمعية أن عدة أشخاص قد استخدموا الخدمة خلال مرحلتها التجريبة التي بدأت منذ ثلاثة أشهر دون أن ترافقها أي دعاية أو ترويج. وأضافت أنه لم يتم الإبلاغ عن أي حالة كاذبة خلال الفترة المذكورة.
وسيكون بوسع أي شخص ينتابه قلق بشأن صديق له يعاني من هكذا مشاكل أن يملأ بيانا يوضح فيه تفاصيل المخاوف التي تنتابه، ومن ثم يجري تمرير المعلومات إلى القائمين على الموقع، والذين يقومون بدورهم بالاتصال بالأشخاص المعنيين ويسعون لتقديم المساعدة اللازمة لهم.
ويأتي إطلاق الخدمة الجديدة في أعقاب عدة حالات أعلن فيها بعض من مستخدمي “فيسبوك” عبر الموقع نيتهم بالانتحار.
ولدى الوصول إلى صفحة البلاغات، يُسأل المستخدم عن عنوان صفحة فيسبوك (URL) التي تنشر عليها الرسائل وعن الاسم الكامل للمستخدم موضوع البلاغ، وعن تفاصيل أي شبكة أخرى هم أعضاء فيها.
وبعد الإبلاغ، يتم رفع الرسائل المتعلقة بخطر إقدام شخص ما على الانتحار إلى أعلى المستويات المعنية بالقضية، إذ توجَّه إلى عناية فريق عمليات المستخدمين في الموقع.
وعمَّا يحدث للبلاغ بعدئذ، قالت نيكولا بيكيت من جمعية “السامريون”: “عندما يتم الإبلاغ عن حالة ما، يتم تقدير ما إذا كان هنالك ثمة حاجة للاتصال بالشرطة على الفور، أم يتعيَّن إحالتها إلينا”.
من جانبه، قال موقع “فيسبوك” إن سياسته تقتضي بإبلاغ الشرطة أوَّل بأول إن كان أحد المستخدمين معرَّضا لخطر أذى جسدي وشيك.
ويأمل القائمون على الخدمة أن تؤدي الآلية الجديدة للإبلاغ عن حالات الانتحار المحتملة إلى المساعدة بمنع وقوع حالات مشابهة لحالة سايمون باك التي قضت يوم عيد الميلاد الماضي إثر تناولها جرعة زائدة من المخدرات.
وكانت الموظفة السابقة في إحدى الجمعيات الخيرية في مدينة برايتون الواقعة جنوبي بريطانيا قد كتبت على صفحتها على “فيسبوك” بأنها تنوي قتل نفسها.
وقد كتب العديد من أصداقائها، الذين تجاوز عددهم الألف على “فيسبوك”، تعليقات على رسالتها تلك، لكن لم يقم أي منهم بمساعدتها أو بالإبلاغ عن حالتها.
إلاَّ أن جمعية “السامريون” قالت إن إطلاق النظام الجديد لم يأتِ استجابة لحالة خاصة بعينها، بل جاء ليرفع حالة الوعي لدى الناس بشأن السبل التي يمكنهم بها الحصول على المساعدة.