لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن تصل المغامرة التي قرر الاسباني راؤول غونزاليس أن يخوضها في ألمانيا بعد أن أمضى 16 عاماً في اعرق فريق كروي على الإطلاق، إلى مرحلة تحقيق "المعجزة" بعد أن نجح صاحب رقم 7 في قيادة شالكه إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه.
وجاء تأهل شالكه الذي يعاني الأمرّين في الدوري المحلي، إلى دور الأربعة من المسابقة الأوروبية الأم بطريقة "مدوية" إذا نجح فريق مدينة غيلسنكيرشن في تجريد إنتر ميلان الايطالي من اللقب بالفوز عليه ذهاباً 5-2 في ميلانو ثم 2-1 إياباً على ملعب "فيلتنس ارينا".
وكان راؤول صاحب الهدف الأول في مباراة الأمس بعد أن سجل أيضاً في اللقاء الأول، رافعاً رصيده إلى 4 أهداف هذا الموسم ومعززاً رقمه القياسي كأفضل هداف في تاريخ البطولة القارية (71) وفي المسابقات الأوروبية (73).
عندما قال راؤول وداعاً لجماهير "سانتياغو برنابيو" في تموز/يوليو الماضي اعتقد الجميع انه أسدل منطقياً الستار على مسيرته الكروية كما يفعل معظم النجوم المخضرمين الذين يقررون مواصلة المشوار عبر البحار بالانتقال إلى الولايات المتحدة أو دول الخليج على غرار الفرنسي تييري هنري أو مدرب برشلونة الحالي جوسيب غوارديولا.
"كان الأفضل بين الأفضل"، هذا ما قاله رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز عن راؤول خلال حفل الوداع، وقد أكد النجم الاسباني انه لم يكن الأفضل بل انه لا يزال من الأفضل في العالم رغم تقدمه في العمر (34 عاماً).
رد راؤول حينها على بيريز قائلاً "انه يوم صعب جداً في مسيرتي"، متوجهاً إلى الجماهير التي جاءت لتوديعه قائلاً "لن أنساكم أبداً. كان ريال مدريد منزلي خلال 16 عاماً".
من المؤكد أن راؤول لن ينسى جماهير "سانتياغو برنابيو" على الإطلاق لكنه قد يضع الماضي جانباً في الوقت الحالي لأنه بدأ يعشق التواجد في ملعب "فيلتينس ارينا" الذي جعله يستعيد الحماس الكروي الذي اختبره عندما كان يافعاً جداً، ما دفعه للتفكير بتمديد عقده حتى عام 2013.
"اعتقد أنني أثبتت خلال الأشهر الثمانية الأخيرة أني جئت إلى شالكه لكي احقق نجاحاً ما وليس فقط من اجل إنهاء مسيرتي من دون ضجة. ينتهي عقدي بعد عام وإذا أراد الفريق أن استمر في صفوفه لموسم جديد، فانا أرحب بهذا الأمر"، هذا ما قاله راؤول الذي فضل خوض مغامرة جديدة في غيلسنكيرشن على مواصلة مشواره مع النادي الملكي والاكتفاء بالجلوس على مقاعد الاحتياط في ظل وجود الثلاثي البرتغالي كريستيانو رونالدو الأرجنتيني غونزالو هيغواين والفرنسي كريم بنزيمة.
وأضاف الـ"سنيور" راوول، كما يطلق عليه في شالكه، "استمتع مجدداً وعندما استيقظ صباحاً اشعر بفرح الأطفال لدى توجهي لخوض التمارين.
اشعر كأني في العاشرة أو الخامسة عشرة من عمري. سأتوقف عن اللعب عندما لا أعود اشعر بحماس الأطفال عندما يلمسون الكرة".
وسيكون التحدي المقبل لراؤول وزملائه متمثلاً بمانشستر يونايتد الانكليزي الذي سيواجه شالكه في الدور نصف النهائي من المسابقة الأوروبية العريقة، وهو تحدث عن هذه المواجهة قائلاً "سيكون الوضع صعباً، لكننا نؤمن بحظوظنا. ستكون مواجهة مميزة مع مانشستر يونايتد لأنه فريق يملك لاعبين رائعين ومدربه هو اليكس فيرغسون الذي اقدره كثيراً".
وواصل راؤول الذي توّج بلقب هذه المسابقة في ثلاث مناسبات مع ريال مدريد أعوام 1998 و2000 و2002، "الجميع اعتقد أن شالكه سيكون خصماً سهلاً، لكننا أظهرنا أننا لسنا كذلك. نحن في نصف النهائي لأننا نستحق".