نال كارلو انشيلوتي لقبي الدوري الممتاز وكأس الاتحاد الانجليزي لكرة القدم في اول موسم له مع تشيلسي لكن حتى ولو كان المدرب الايطالي قد كرر نفس الانجاز في ثاني مواسمه فان استمراره لم يكن مضمونا بسبب فشله في نيل البطولة الوحيدة التي يهتم بها ملاك النادي.
ولم تشفع النجاحات المحلية التي حققها كلاوديو رانيري وجوزيه مورينيو وافرام جرانت ولويس فيليبي سكولاري وانشيلوتي مع النادي في تعويض فشل الفريق في نيل لقب دوري ابطال اوروبا وهو ما ادى برومان ابراموفيتش الى الاطاحة بهم جميعا.
وكان جرانت على بعد خطوة من نيل اللقب الاوروبي في عام 2008 لولا ركلة الجزاء التي اضاعها جون تيري وعقب ضياع اللقب بالخسارة امام مانشستر يونايتد في النهائي الذي اقيم في موسكو أقال ابراموفيتش المدرب الاسرائيلي بعدها بثلاثة ايام.
واضطر مورينيو الذي كان معشوقا للجماهير بسبب تحويله النادي الى عملاق حقيقي على صعيد اللعبة لترك الفريق عقب خسارته صراع الارادات امام الملياردير الروسي.
وكان جوس هيدينك الوحيد الذي ترك الفريق بشروطه الخاصة بعد ان انهى عقده قصير المدى عقب اقالة سكولاري في منتصف الموسم الاول به ليعود الى عمله مع منتخب روسيا على الرغم من مناشدات الجماهير واللاعبين له بالبقاء.
وبدا ابراموفيتش اقل اهتماما برحيل هيدينك مع سعيه لتسليم المهمة لشخص يمكن ان يحقق له هدفه الاسمى.
ومن المؤكد ان ابراموفيتش قد شعر بانه وجد ضالته في انشيلوتي. وبعد ان نال لقب كأس اوروبا مرتين كلاعب في ميلانو استطاع المدرب الايطالي تحقيق اللقب مرتين اضافيتين مع نفس النادي ولكن كمدرب.
وسارت الامور بشكل جيد في البداية على الصعيد المحلي حيث انهى تشيلسي هيمنة يونايتد التي استمرت ثلاث سنوات على لقب الدوري الانجليزي الممتاز وضمن اللقب بعد ان سحق ويجان اثليتيك 8-صفر بطريقة رائعة.
واعقب انشيلوتي ذلك بالفوز بنهائي كأس الاتحاد الانجليزي على بورتسموث ليمنح تشيلسي اول ثنائية له ولكن على الرغم من حجم الفرحة التي طغت على موكب حافلة الفريق في طريق كينجز رود في تشيلسي ظل ابراموفيتش على حافة الرحيل.
ورغم بلوغه الدور قبل النهائي لدوري ابطال اوروبا في كل موسم تقريبا منذ وصوله للنادي فان خروجه من دور الستة عشر للبطولة لم يجل بخاطر المالك الروسي عندما انفق بسخاء من اجل اغراء انشيلوتي على تولي تدريب الفريق قادما من ميلانو.
ومما زاد الطين بلة ان الخسارة جاءت على يد فريق انترناسيونالي الذي يدربه مورينيو الذي مضى قدما ليفوز باللقب مع النادي الايطالي كما سبق وان فعل مع بورتو البرتغالي قبل ان ينتقل الى تشيلسي.
ولم يكن بوسع ابراموفيتش اقالة مدربه عقب نيله الثنائية المحلية لذا فقد استمر انشيلوتي في موقعه ولكن في ظل وجود شرط غير مكتوب بان بطولة اوروبا ستظل على قمة اولوياته.
وفكر انشيلوتي بعدها في ادخال تغييرات على تشكيلته حيث تخلص من لاعبين اساسيين ولكن كبار في السن واعتمد على لاعبين اكثر شبابا.
وبدت الامور على ما يرام عندما فاز تشيلسي بأول خمس مباريات في الدوري هذا الموسم مسجلا 21 هدفا خلال تلك المسيرة الا ان الامر لم يستمر طويلا قبل ان تبدأ التصدعات تظهر في بنيان الفريق.
وشكلت الاصابات التي تعرض لها لاعبون اساسيون مثل فرانك لامبارد ومايكل ايسيين نوعا من الافتقار للعمق بينما بدا ان الاطاحة بالمدرب المساعد راي ويلكينز قد اخلت باستقرار الفريق.
وكان انشيلوتي يصف دوما المسيرة المزعجة للفريق خلال اشهر نوفمبر تشرين الثاني وديسمبر كانون الاول ويناير كانون الثاني الماضي وهي اسوأ مسيرة للفريق على مدار 15 عاما تقريبا بانها "لحظة سيئة" وفقا للغته الانجليزية غير المتقنة الا ان هذه المسيرة انهت وبنجاح اماله في الفوز بلقب محلي.
وانفق ابراموفيتش مبلغ قياسيا بلغ 50 مليون جنيه استرليني (81.16 مليون دولار) ليضم فرناندو توريس الى تشكيلته وبدلا من ان يعزز موسم تشيلسي فان اللاعب الاسباني المتعثر زاد الامور سوءا.
وباختياره للمهاجم غير المتألق بشكل مستمر اثار انشيلوتي غضب ديدييه دروجبا او نيكولا انيلكا باستبعادهما من خططه او اعادة تعديلها ليضم المهاجمين الثلاثة.
ولم تجد كلا الطريقتين نفعا ليلجأ المدرب في الاسابيع الاخيرة فقط من الموسم لترك توريس على مقاعد البدلاء.
ولكن كان الوقت متأخرا للغاية بعد ان اوصدت ابواب دوري ابطال اوروبا ثانية في وجه الفريق اللندني حيث كانت هذه المرة في دور الثمانية امام مانشستر يونايتد.
وقادت صحوة متأخرة تشيلسي الى المنافسة على اللقب ثانية الا انه خرج من السباق في المباراة الفاصلة امام يونايتد لينضج قرار الاطاحة بانشيلوتي وتأتي الهزيمة امام ايفرتون الذي لعب بعشرة لاعبين لتحسم الموقف.
ومع ذلك فان الفشل في جوديسون بارك او اولد ترافورد او حتى ستامفورد بريدج لم يكن السبب في الاطاحة بانشيلوتي بل فشله في الوصول الى ويمبلي حيث نهائي دوري ابطال اوروبا.
وسيجد ابراموفيتش نفسه غير قادر على التحمل عندما يتنافس برشلونة ومانشستر يونايتد في نهائي دوري ابطال اوروبا يوم السبت المقبل وسيواصل تعيين واقالة المدربين حتى يستقر على المدرب المطلوب.