ميسي يترك بصمة لا تمحى في دوري أبطال أوروبا

نجح ليونيل ميسي نجم برشلونة وهو في سن 23 في ترك بصمة لا تمحى على كرة القدم الاوروبية لم يفعلها سوى أبطال قلائل منذ جيل ألفريدو دي ستيفانو.

وقبل أيام من نهائي دوري أبطال أوروبا ضد مانشستر يونايتد يعد ميسي بلا منازع افضل لاعب في العالم رغم انه لا يزال في حاجة للحصول على لقب المونديال ليسطر اسمه بحروف من نور مع اسطورتي اللعبة على مر العصور بيليه ودييجو مارادونا.

ويتصدر ميسي هدافي دوري الابطال هذا الموسم برصيد 11 هدفا في 12 مباراة ونال هدفه الاخير الرائع في ذهاب الدور قبل النهائي امام ريال مدريد والذي سجله بعد انطلاقة وتسديدة متقنة اشادة واسعة باعتباره نموذجا في اسلوب التسديد والتوقيت المثاليين.

وسجل ميسي 52 هدفا في كافة المسابقات هذا الموسم وبالنظر الى قيمته للفريق ككل اضافة الى الاهداف التي يسجلها بنفسه يصبح النجم الارجنتيني اللاعب الذي يتعين على الفريق الانجليزي ان يتحسب له في مباراة السبت المقبل.

وقال تشابي لاعب وسط برشلونة لصحيفة الباييس هذا الاسبوع "في الوقت الراهن ميسي هو اللاعب الذي يصنع الفارق."

واضاف "يشكل ميسي ظاهرة في الفريق فهو يحرز الاهداف ويقدم لزملائه التمريرات الحريرية ويعود لمنتصف الملعب ليضمن التفوق للفريق ويفهم طبيعة المباريات."

وقبل نحو عشر سنوات وصل ميسي بطائرة الى برشلونة وهو في سن 13 والتقى مع كارليس ريكاش مدرب فريق الشباب الذي ذكرت تقارير انه كتب اول عقد للاعب على منديل من الورق.

ورغم احتفاظ اللاعب بنظراته الطفولية البريئة وعشقه للشعر المنسدل على جبينه فان سجله مع النادي يعكس نضوجا لا حد له.

فسيكون هذا ثالث نهائي يلعبه برشلونة منذ مشاركة ميسي لاول مرة مع فريقه في دوري الابطال لكن اصابة في الفخذ حرمته من المشاركة في النهائي الاول حينما فاز برشلونة 2-1 على ارسنال في باريس عام 2006.

كما كان ضمن الفريق الذي اذهل مانشستر يونايتد في نهائي عام 2009 في روما حينما ارتقى في الهواء ليسجل الهدف الثاني من الانتصار 2-صفر بضربة رأس ساقطة لم تكن سيئة بالنسبة للاعب تلقى علاجا بهرومونات النمو عندما انتقل من الارجنتين ويبلغ طوله 1.69 متر.

وتمتع ميسي بمستو رائع على مدار السنوات الثلاث الماضية في اوروبا بفضل مهاراته وابتكاراته بالكرة المقرونة بقدرات ساحرة لا يمتلكها سوى الساحر الشهير هوديني في الاحتفاظ بالكرة في المساحات الضيقة.

وتصدر ميسي قائمة هدافي دوري ابطال اوروبا على مدار المواسم الثلاثة الماضية وقدم عروضا فاقت الخيال في بعض الاحيان.

وبلغ تألقه الذروة في المباراة التي سجل فيها اربعة اهداف في مرمى ارسنال في دور الثمانية الموسم الماضي.

ومنذ بداية النسخة الجديدة لدوري ابطال اوروبا عام 1992 يصعب تذكر اي لاعب اخر ترك بصمة قوية بهذا الشكل مثل ميسي.

وربما يكون هناك لاعبون اخرون قد حققوا القابا اكثر في اوروبا مثل كلارينس سيدورف الذي فاز بالمسابقة اربع مرات مع ثلاثة فرق مختلفة منذ عام 1995 وكذلك راؤول الذي فاز باللقب ثلاث مرات مع ريال مدريد.

وحقق صمويل ايتوو ايضا ثلاثة القاب لكن زين الدين زيدان الذي حقق اللقب مرة واحدة بهدف رائع في نهائي 2002 ربما يكون من اللاعبين الذين تركوا بصمة قوية مثل ميسي.

وقد يتعين عليك العودة الى الوراء قليلا للعثور على لاعبين تركوا تاثيرا كبيرا.

وحصل باكو جينتو مع ريال مدريد على ستة القاب في الفترة من 1956 الى عام 1960 وكذلك في عام 1966 لكن هذه الفترة تصنف على انها حقبة دي ستيفانو الذي فاز بخمسة القاب وكذلك بوشكاش الذي فاز بثلاثة.

ومثل ميسي كان دي ستيفانو ارجنتينيا تفجرت مواهبه بعد انتقاله الى اسبانيا. والاشخاص الذين كتب لهم مشاهدة هذا النجم يتذكرون كيف انه كان يقطع الملعب كاملا والكرة معلقة في قدميه اضافة الى كرة القدم الشاملة التي كان يقدمها.

وانهى ايزيبيو مسيرته بلقب وحيد لكنه شارك في اربعة نهائيات.

وساعد يوهان كرويف اياكس امستردام على الفوز بثلاثة القاب متتالية من عام 1971 الى عام 1973 وهو نفس الانجاز الذي حققه فرانز بكنباور مع بايرن ميونيخ في الفترة من عام 1974 الى عام 1976.

ومن وقتها حقق لاعبون من امثال كيني دالجليش مع ليفربول وماركو فان باستن ورود خوليت مع ميلانو وطبعا زميلهم في الفريق باولو مالديني الذي فاز بالبطولة خمس مرات اجمالا تحت مسمى كاس اوروبا ودوري الابطال انجازات ستعلق بالذاكرة لسنين طويلة.

ونقل عن فان باستن في وقت سابق من العام الجاري وصفه لفريق برشلونة الحالي بانه الافضل على مر العصور حتى انه افضل من اياكس ايام كرويف وايضا من ميلانو عندما كان هو ذاته بين صفوف الفريق.

واذا كان هذا الامر صحيحا فان الفضل يرجع الى حد كبير لميسي الذي اصبح اسمه مرادفا لكل لمحة رائعة في دوري الابطال وربما يتذكره البعض يوما ما على انه كان افضل لاعب انجبته المسابقات الاوروبية.