لم تكن النتيجة التي انتهت إليها المباراة النهائية لبطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم هي الإنجاز الوحيد لبرشلونة الأسباني في هذه المباراة التي تغلب فيها على مانشستر يونايتد الإنجليزي 3/1 مساء أمس السبت على استاد "ويمبلي" بالعاصمة البريطانية لندن.
وقدم برشلونة في هذه المباراة أكثر من مجرد الفوز في المباراة والتتويج باللقب ، فنجح النادي الكتالوني في أن يقدم أداء وعرضا فاق إنجاز التتويج كما نجح مديره الفني جوسيب جوارديولا في استغلال قدراته والكفاءة الرائعة التي يتميز بها للتفوق على أسطورة سير أليكس فيرجسون المدير الفني لمانشستر.
كل ذلك وضع فريق جوارديولا ضمن أبرز الفرق في تاريخ كرة القدم.
وكان فيرجسون هو الضحية الكبرى للكرة الشاملة التي يقدمها برشلونة حيث سقط فيرجسون في نهائي دوري الأبطال أمام برشلونة أمس وذلك بعد عامين من سقوطه في نهائي نفس البطولة أمام برشلونة وجوارديولا أيضا.
ولم يستطع فيرجسون الرد على ذلك إلا بقوله "خلال مسيرتي التدريبية ، لم أر أفضل من برشلونة خلال مواجهاتنا مع جميع الفرق. ما من فريق نجح في تنحيتنا مثلما فعل برشلونة".
ولا يكمن إنجاز برشلونة في النتيجة التي انتهت إليها المباراة وإنما في إصراره على تقديم العروض القوية في مثل هذه المباريات التي تتعامل معها معظم الفرق بمبدأ "النتيجة أهم من الأداء".
ولذلك فرض فريق برشلونة الذي يقوده جوارديولا منذ تموز/يوليو 2008 نفسه ضمن أفضل الفرق في التاريخ بل إنه جعل من نفسه أسطورة يصعب نسيانها مثلما كان ميلان الإيطالي بقيادة أريجو ساكي وسانتوس البرازيلي بقيادة النجم الأسطوري بيليه وأياكس الهولندي بقيادة الأسطورة الهولندي يوهان كرويف.
وأكد اللاعب الأرجنتيني ليونيل ميسي "ما يفعله هذا الفريق يمثل أمرا مروعا. أعتقد أننا لا نعي حتى الآن ما يقدمه هذا الفريق".
ويمثل ميسي حجر الزاوية والعنصر الأساسي في مشروع "فريق جوارديولا" لأنه يفرض نفسه دائما كأفضل نجوم هذا الجيل لبرشلونة العملاق.
وأكد جوارديولا أمس الأول الجمعة ، قبل يوم واحد من نهائي ويمبلي ، "اللاعبون ينفذون خطة اللعب الخاصة بالفريق. يتعين عليك أن تدرك كيفية استخلاص أكبر فائدة من اللاعبين في صفوف الفريق".
وعلى مدار نحو ثلاث سنوات قضاها جوارديولا في تدريب برشلونة ، قاد هذا المدرب الفريق الكتالوني إلى الفوز بثلاثة ألقاب في الدوري الأسباني ولقب وحيد في كأس ملك أسبانيا ولقبين في كأس السوبر الأسباني ومثلهما في دوري أبطال أوروبا بالإضافة للقب واحد في كأس السوبر الأوروبي ولقب واحد أيضا في كأس العالم للأندية.
وسبق لفريق ميلان أن فاز ، في الفترة من 1988 و1990 ، تحت قيادة أريجو ساكي بلقب واحد في الدوري الإيطالي وبلقب كأس السوبر الإيطالي ولقبين في بطولة أوروبا ومثلهما في كأس السوبر الأوروبي بخلاف لقبين في بطولة كأس انتركونتيننتال.
وذكرت صحيفة "ذي صنداي تلجراف" البريطانية اليوم الأحد "برشلونة يستحق أن يكون أحد أفضل الفرق في التاريخ" رغم تجنب جوارديولا الإفصاح عن ذلك في أي مناسبة.
وقال المدرب الأرجنتيني الأسطورة لويس سيزار مينوتي ، الذي قاد المنتخب الأرجنتيني للفوز بلقب كأس العالم 1978 بالأرجنتين ، "لا أعرف ما إذا كان الأفضل في التاريخ.. أعتقد أنه الأفضل بالفعل من ناحية الأداء الجمالي ويمكن مقارنته فقط بفريق سانتوس البرازيلي".
وبعد مرور نحو 20 عاما على مشروعه الكروي "فريق الأحلام" بقيادة المدرب الهولندي يوهان كرويف ، أكد برشلونة هيمنته على كرة القدم في العالم بدون شك.
أما أسلوب اللعب الذي يتعامل به برشلونة مع مبارياته فيمكن مقارنته بفريق أياكس الهولندي في مطلع السبعينيات بقيادة المدرب البارز رينوس ميتشلز الذي اخترع أسلوب "الكرة الشاملة" وقاد الفريق للفوز بثلاثة ألقاب في الدوري الهولندي ولقبين في كأس هولندا وثلاثة ألقاب في البطولة الأوروبية ولقب في كأس السوبر الأوروبي ومثله في كأس انتركونتيننتال.
وأكد فيكتور فالديز حارس مرمى برشلونة "عندما كنت صبيا لم أكن أحلم بإحراز لقب الدوري الأوروبي ولكنني أتمتع الآن بالمشاركة مع فريق كهذا. والمشاركة بجوار هؤلاء اللاعبين تمثل سعادة يصعب وصفها".
ولعب فالديز دورا رائعا في الحفاظ على شباك الفريق والتصدي لهجمات منافسيه كما يساهم دائما في بناء هجمات الفريق من الخط الخلفي.
وأكد جوارديولا استمراره في تدريب الفريق الموسم المقبل مشيرا إلى أن برشلونة ما زال قادرا على كتابة مزيد من الصفحات في تاريخ الكرة.
ويأمل برشلونة في معادلة إنجاز سانتوس البرازيلي الذي أحرز بقيادة بيليه 23 لقبا في غضون سبع سنوات.