وشارك رونالدو (34 عاماً) فقط في الربع ساعة الأخير من الشوط الأول في المباراة.
ورغم الزيادة الهائلة في وزنه، قدم رونالدو فاصلاً من اللمسات الساحرة ودّع فيها المنتخب الذي طالما أجاد معه في سنوات عديدة على مدار العقدين الماضيين.
وبدا أن رونالدو يسعى للاحتفال باعتزاله من خلال هز الشباك حيث شهدت الدقائق القليلة التي خاضها أكثر من محاولة على المرمى الروماني ولكن الفريق الضيف كان له رأي آخر كما عاند الحظ رونالدو فغابت عنه الأهداف في يوم الوداع ليفشل في زيادة رصيده الدولي الذي يبلغ 62 هدفاً دولياً في 97 مباراة خاضها مع السيليساو.
ولكن غياب الأهداف وفرحتها، لم يحرم رونالدو من الوداع الرائع بعدما هتفت له الجماهير واستقبله لاعبو الفريقين بالأحضان لدى نزوله إلى أرض الملعب وعند خروجه مع نهاية الشوط الأول.
ووضح الإجهاد على رونالدو من هذا الوزن الزائد الذي فاق كثيراً وزنه لدى إعلان الاعتزال قبل أربعة أشهر فقط ولكنه سدد ثلاث كرات خطيرة في اتجاه المرمى كان أبرزها في الدقيقة 36 ولكن حارس المرمى الروماني أبى أن يقدم الهدية لرونالدو فتصدى للكرة.
ورغم ضياع هذه الفرص التي سنحت له، برهن رونالدو الذي اشتهر بلقب "الظاهرة" على أنه مهاجم من طراز فريد حرمته الإصابات من تقديم المزيد خلال مسيرته الكروية الرائعة.
وحرص رونالد، الابن الأكبر لرونالدو، على تسجيل هذه اللحظات والليلة التاريخية لوالده عبر كاميرا الفيديو بينما أمسك الابن الآخر أليكس (خمس سنوات) بيد والده خلال دورانه حول الملعب لتحية الجماهير التي أبدت تعاطفاً شديداً معه.
وخلال دورانه حول الملعب، حرص معظم المشجعين على الهتاف له "شكراً رونالدو" و"نعشقك يا رونالدو" كما تبادل مع الجماهير القبلات الطائرة.
وقال رونالدو في تصريحات تلفزيونية عقب خروجه من الملعب :"أشعر بفخر شديد لكوني برازيلياً ولأنني كنت جزءاً في حياة كل هؤلاء الناس".
ورغم كونها لحظات الوداع، لم ينس رونالدو أن يعتذر للجماهير عن الأهداف التي أهدرها. وقال اللاعب الأسطوري عبر الإذاعة الداخلية للملعب: "سامحوني لأنني لم أهز الشباك".
وأضاف :"أشكركم على كل شيء قدمتموه لي خلال مسيرتي الكروية وعلى أنكم تقبلتموني كما أنا. أشكركم لأنكم بكيتم عندما بكيت وابتسمت عندما ابتسمت. أشكركم على مساندتكم لي طوال هذه السنوات التي مرت سريعاً".
واعترف رونالدو بأنه كان يتوقع أن يحرز هدفاً من إحدى تسديداته ولكن حارس المرمى حرمه من ذلك ولكنه لا يبالي كثيراً بذلك ولكن المهم أنه سجل في الماضي أهدافاً أكثر أهمية.
وكان رونالدو اعتزل اللعب نهائياً منتصف شباط/فبراير الماضي بسبب مشاكل بدنية وصحية.
وأحرز رونالدو جائزة أفضل لاعب في العالم ثلاث مرات وتوّج بلقب مونديالي الولايات المتحدة 1994 وكوريا الجنوبية واليابان 2002.
وكان رونالدو الذي يملك الرقم القياسي بعدد الأهداف المسجلة في كأس العالم (15)، يعتزم إعلان اعتزاله في نهاية 2011، لكن الإصابات التي لاحقته وخروج فريقه كورنثيانز من مسابقة كوبا ليبرتادوريس، من العوامل التي سرعت في اتخاذ قراره بإعلان اعتزاله قبل الموعد الذي كشف عنه سابقاً، بالإضافة إلى كشفه عن معاناته من قصور في الغدة الدرقية منذ عدة سنوات.
وتوّج رونالدو خلال مسيرته الرائعة بجميع الألقاب الممكنة باستثناء لقبي كوبا ليبرتادوريس ودوري أبطال أوروبا، وهو دافع عن ألوان أهم الأندية الأوروبية على الإطلاق وهي برشلونة وريال مدريد الإسبانيان وإنتر ميلان وآي سي ميلان الإيطاليان.
أما على الصعيد الدولي، فخاض رونالدو قبل هذه المباراة 97 مباراة مع "سيليساو" سجل خلالها 62 هدفا، وهو شارك في كأس العالم ثلاث مرات (لم يخض أي مباراة في نهائيات 1994 رغم أن اسمه كان من ضمن التشكيلة المشاركة) وتوّج باللقب مرتين (1994 و2002) وبلقب كوبا أميركا مرتين (1997 و1999) وكأس القارات مرة واحدة (1997).
وكان أمل رونالدو أن يرتدي قميص المنتخب البرازيلي للمرة الأخيرة من خلال مباراة تكريمية يشارك فيها جميع اللاعبين الذين لعب إلى جانبهم وأمام الجمهور الذي أحبه وساعده.