رغم مرور 25 عاما ، لاتزال ذكري هدفه باليد الذي سجله أسطورة كرة القدم الأرجنتيني دييجو مارادونا يطارد هذا النجم الكبير في إنجلترا.
وصرح المدافع الإنجليزي الدولي السابق بيتر ريد لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية اليوم قائلا "من وجهة نظري ، كان يتعين على شيلتون (حارس مرمى المنتخب الإنجليزي) أن يتعامل مع هذه الفرصة بشكل أقوى وأن يتوجه مباشرة إلى رأس مارادونا، وبعدها لم يكن مارادونا سيرى ليوجه الكرة بيده وكان سيصاب بالصداع ومن ثم لم يكن ليراوغ خمسة من لاعبينا ويسجل الهدف الثاني" بعدها بثلاث دقائق فحسب".
وكان ريد أحد لاعبي المنتخب الإنجليزي في المباراة التي قاد فيها مارادونا المنتخب الأرجنتيني للتغلب على نظيره الإنجليزي يوم 22 يونيو في عام 1986 وذلك ضمن منافسات دور الثمانية لبطولة كأس العالم 1986 بالمكسيك ليطيح بالمنتخب الإنجليزي من البطولة ويكمل التانجو الأرجنتيني طريقه نحو الفوز باللقب.
وسجل مارادونا هدفي المنتخب الأرجنتيني في الدقيقتين 51 و54 بينما أحرز جاري لينيكر الهدف الوحيد للمنتخب الإنجليزي في الدقيقة 80 ليفوز التانجو الأرجنتيني 2/1 .
وكان هدفا مارادونا من أشهر الأهداف في تاريخ كرة القدم حيث سجل الهدف الأول اثر كرة عالية حولها بيده إلى داخل الشباك قبل يد شيلتون ثم أطلق علي هذا الهدف في تجاوز مذموم لقب هدف "يد الرب" بعدما أشار الحكم التونسي على بن ناصر باحتساب الهدف حيث لم يتوقع على الاطلاق أن يكون مارادونا أحرز الهدف بقبضة يده رغم فارق الطول الكبير بينه وبين شيلتون لصالح الأخير بالطبع.
بينما ما زال الهدف الثاني هو أفضل هدف في تاريخ بطولات كأس العالم وهو هدف القرن العشرين حيث راوغ فيه نصف لاعبي المنتخب الإنجليزي بعدما انطلق بالكرة من قبل خط منتصف الملعب ولمسافة 60 مترا ثم سجله في شباك شيلتون ليقضي على آمال الإنجليز في البطولة.
وكان ريد هو اللاعب الثاني من بين اللاعبين الخمسة الذين راوغهم مارادونا في طريقه لإحراز الهدف الثاني والذي صنع به كثيرا من أمجاده بل وتقدم بالمنتخب الأرجنتيني كثيرا نحو لقبه العالمي الثاني والأخير حتى الآن حيث سجل هدفين في غضون أربع دقائق فحسب.
وجاء هدفا مارادونا بعد 20 عاما من فوز المنتخب الإنجليزي بلقب كأس العالم 1966 بإنجلترا والتي أطاح فيها المنتخب الإنجليزي بنظيره الأرجنتيني بعد التغلب عليه 1/صفر في دور الثمانية أيضا.
كما جاء هدفا مارادونا بعد أربع سنوات من نهاية الحرب بين بريطانيا والأرجنتين على جزر فوكلاند والتي أعلنت بريطانيا انتهائها في 20 يونيو 1982 .
ورغم مرور 25 عاما على الهدفين ، ما زالت هذه المباراة في الذاكرة حيث يراها الإنجليز على أنها كبوة وإهانة تعرض لها منتخبهم بينما يرى أنصار التانجو أنها كانت مواجهة ثأرية لكنها كانت نهاية أيضا لعصر من النجاح في بطولات كأس العالم حيث فاز الفريق باللقب العالمي في 1978 و1986 ولكنه لم يحرز اللقب في أي من البطولات التالية.
وأشارت صحيفة "ذي صن" البريطانية إلى المعاناة التي يتحملها أنصار المنتخب الإنجليزي في ذكرى الهدفين حيث ذكرت اليوم "لن نصفح عنك أبدا" موجهة الحديث إلى مارادونا.