بعيدا عن الإيقاع الكروي الحافل في برشلونة ودرجات الحرارة المرتفعة في فصل الصيف بالمدينة الكتالونية ، يعيش المهاجم الأرجنتيني الشهير ليونيل ميسي شتاء مظلما في ملاعب بلاده حيث يعاني من النتائج السيئة له مع منتخب بلاده في بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) المقامة حاليا في الارجنتين.
وبعد موسم حافل بالإنجازات والأهداف والانتصارات مع برشلونة على المستويين المحلي والأوروبي ، لم يكن ميسي /24 عاما/ يدرك أن حياته ستشهد تحولا إلى النقيض تماما في غضون أسابيع قليلة بعدما تحولت حرارة الانتصارات والأهداف مع برشلونة إلى شتاء متجمد مع راقصي التانجو الأرجنتيني.
وعلى مدار 180 دقيقة خاضها ميسي مع المنتخب الأرجنتيني في بطولة كوبا أمريكا ال43 المقامة حاليا في الأرجنتين ، فشل ميسي في إيجاد الطريق نحو الشباك وعانى من تراجع عروض التانجو ليسقط مع الفريق في فخ التعادل في مباراتين متتاليتين أمام بوليفيا 1/1 وكولومبيا سلبيا.
ولم يكن هناك ما يعبر عن الحالة النفسية السيئة التي يعيشها ميسي بسبب هذا الإخفاق أكثر من صورته وهو يضع رأسه بين يديه في نهاية المباراة أمام كولومبيا ليعبر بهذا المشهد عن معاناته.
فشل ميسي مجددا في هز الشباك ولم يفلح في استعادة بريقه فغابت السعادة عن شفاه الجماهير في المدرجات وحل مكانها صفارات الاستهجان والهتافات الساخرة منه ومن باقي زملائه.
ولم يعد أمام ميسي أو الفريق سوى محاولة واحدة فقط لإظهار الحقيقة سواء بالفوز على كوستاريكا في المباراة المصيرية غدا بالجولة الثالثة من مباريات المجموعة الأولى في الدور الأول للبطولة أو بالإخفاق مجددا والخروج المبكر من البطولة لتكون الضربة القاضية لكل من الفريق ونجومه وعلى رأسهم ميسي.
وبعدما دأب ميسي على لفت الأنظار إليه خلال مبارياته مع برشلونة ، غاب اللاعب تقريبا عن أجواء الملعب في المباراتين السابقتين وفشل في تقديم العرض اللائق بإمكانيات الفائز بلقب أفضل لاعب في العالم لعامي 2009 و2010 .
وبعدما توقع كثيرون أن تكون البطولة الحالية وسيلة جيدة لميسي من أجل التربع في قلوب مشجعي التانجو الأرجنتيني الذين دأبوا على عقد المقارنات بين ميسي ومواطنه الأسطورة دييجو مارادونا ، أظهرت مباراتا الفريق السابقتان أن البطولة الحالية ستضاعف من عشق الجماهير لمارادونا عبر طريقين.
الطريق الأول هو مقارنة إنجازات المنتخب بقيادة كل من مارادونا وميسي بينما سيكون الطريق الثاني هو التحسر على عهد مارادونا كمدير فني لمنتخب التانجو بعدما حقق سيرخيو باتيستا المدير الفني الحالي للفريق فشلا ذريعا مع الفريق في بطولة تستضيفها بلاده.
وقالت سيليا ميسي والدة اللاعب ، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) بعد إخفاق الفريق في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا ، "ميسي يعاني كثيرا وأصبحت حالته النفسية بأسوأ ما يكون" ولم يختلف الحالي كثيرا بعد التعادل في أول مباراتين له بالبطولة الحالية.
أما خورخي ميسي والد اللاعب فأعرب عن حزنه الشديد للموقف الذي يمر به نجله الشاب خلال مشاركته بالبطولة الحالية.
وأبدى خورخي ميسي أسفه وحزنه مشيرا إلى أنها "المرة الأولى التي تطلق فيها الجماهير صفارات الاستهجان ضده" وذلك في نهاية مباراة الفريق أمام نظيره الكولومبي. وأضاف "ليونيل (ميسي) يمر بحالة معنوية سيئة للغاية" لأنه لم يكن يتوقع ذلك في مشاركته الحالية مع الفريق.
وقال خورخي ميسي "الجماهير لها الحق في التفكير كما تشاء ولكن ما يزعجني بشكل أكبر هو ما ذكرته الصحافة التي اتخذت موقفا لم يتوقعه أحد. لقد صبت الصحافة البنزين على النار.. الصحافة الأرجنتينية يمكنها انتقاد المنتخب الأرجنتيني لأنه يؤدي بشكل سيئ ولكن يتعين عليها مراعاة فريقها قليلا".
وأوضح أن الوضع يختلف ، بالنسبة لنجله ، في أسبانيا. وقال "هناك أجواء أخرى في برشلونة. الفريق تكون منذ أربعة أعوام. المنتخب لا يمكنه ذلك. خوض بطولة كوبا أمريكا على أرضك يمثل ضغطا شديدا على الفريق".
وتبقى المشكلة الحقيقية التي يواجها ميسي واضحة للجميع وهي أنه يفتقد في صفوف المنتخب الأرجنتيني أحد أسباب تفوقه في برشلونة حيث يتمتع في برشلونة بوجود العديد من اللاعبين القادرين على صنع الفارق مما يتيح له اللعب بحرية أكبر.
ورغم وجود العديد من النجوم البارزين في صفوف التانجو الأرجنتيني ، لا يجد بينهم ميسي لاعبين يتمتعون بمواهب تشافي هيرنانديز أو أندريس إنييستا أو المدرب جوسيب جوارديولا.