وصل منتخبه إلى كوبا أمريكا دون ضجيج ، بأهداف متواضعة. وباولو جيريرو نفسه ، مثله مثل بيرو ، لم يكن اسمه مطروحا كأحد النجوم المحتملين للتألق في بطولة ، لكنه بات يتقاسم الآن مكانة الهداف فيها.
بل إن مديره الفني سيرخيو ماركاريان كان قد أكد قبل انطلاق البطولة القارية أن هدفه الرئيسي هو إعداد الفريق بأفضل صورة ممكنة للمشاركة في تصفيات مونديال البرازيل عام 2014. وعاد وأكد على ذلك بعد وصول بيرو إلى ميندوزا ، المدينة التي يعسكر فيها الفريق خلال مشاركته في البطولة التي تستضيفها الأرجنتين.
كما بدا أن الغيابات بسبب الإصابات تصعب أكثر من موقف بيرو التي فقدت في غضون أيام قليلة عددا من اللاعبين في مقدمتهم نجماها جيفرسون فارفان وكلاوديو بيزارو. حينها كان المدير الفني الأوروجوياني لا يفتأ يذكر نفس الجملة "الهدف يزداد ابتعادا ، بالنسبة لي لا يزال الهدف هو تدعيم موقفنا قبل التصفيات".
في ظل تلك الظروف دخل المنتخب البيروفي البطولة على نحو خجل.
لكن جاء يوم الافتتاح وربما دون توقع ، بدا أن الفريق قادر على فعل شيء. ووضع ماركاريان والفريق ثقتهما في الهداف ، الرجل القوي داخل المجموعة.
واحتاج جيريرو إلى بعض الدقائق كي يظهر قدرته على أن يكون قائدا ، وأن لديه الرغبة في كتابة بعض الصفحات الجديدة في مشواره مع المنتخب البيروفي. وفي غياب بيزارو غير موقعه ، وبدلا من الميل إلى الجانب الأيسر تحول إلى رأس حربة صريح.
وتحول اللاعب إلى الرجل الذي يخشاه المدافعون بعد التعادل مع أوروجواي 1/1 في الجولة الأولى من المجموعة الثالثة بمدينة سان خوان ، حيث اختير كأفضل لاعب في المباراة بعد أن أحرز هدف فريقه الوحيد.
وبذلك بدأ يبعد عن رأسه أولئك الذين كان ينظرون إليه شزرا ، ويذكرهم بأنه موجود.
وجاءت مباراة المكسيك في الجولة الثانية ، وأوضح لويس فيرناندو تينا مديرها الفني تماما أن مهاجم هامبورج الألماني يمثل أحد هواجس قلقه الرئيسية: "بيرو فريق قوى ومنظم ، كما أن لديهم مهاجم كبير مثل باولو جيريرو".
بعدها بساعات ، كان فريقه يخسر صفر /1 أمام بيرو. والهدف حمل توقيع باولو جيريرو ، الذي كان قد أهدر عدة فرص قبل أن يعرف الطريق إلى الشباك.
وحاول جيريرو إبعاد دور البطولة عن نفسه قائلا "الفريق يهيئ لي الفرص ، دائما ما كنت متفائلا ، خلفي هناك مهارات كبيرة وعلي فقط أن أنتظر قدوم الفرصة".
وبذلك باتت بيرو تقريبا في دور الثمانية للبطولة ، كما يتصدر جيريرو ترتيب الهدافين بالتساوي مع الكولومبي راداميل جارسيا فالكاو ولكل منهما هدفان.
وبغير انتظار ، يحمل مهاجم هامبورج على كتفيه منتخب بيرو في طريق الانتصارات متوجها نحو دور الثمانية ، الأمر الذي يستعصي حتى الآن على ليونيل ميسي وكارلوس تيفيز في الأرجنتين أو نيمار وباتو في البرازيل.
فأولئك يسعون لأن يصبحوا نجوما للبطولة ، ويحرزوا أهدافا ويتأهلوا بفرقهم إلى دور الثمانية. وإلى الآن ، لم يحققوا أي من تلك الأهداف. لكن جيريرو فعل.