أشاد البرازيلي ليوناردو المدرب السابق لنادي إنتر الإيطالي بقائد الفريق خافيير زانيتي بعد دخول المدافع الأرجنتيني كتب الأرقام القياسية باعتباره اللاعب الأكثر تمثيلا لإنتر على الإطلاق.
وقال ليوناردو للموقع الالكتروني لإنتر: "لا تستطيع الأرقام وحدها أن تصف ما يعنيه زانيتي بالنسبة لإنتر ولعالم كرة القدم. فعندما طلب مني أن أكتب رسالة لقائد إنتر، لم أجد الكلمات المناسبة". وأضاف: "لقد حطم زانيتي رقما قياسيا آخرا لتوه ولكنه جعل الأمر يبدو كشيء عادي. ولو كان أي لاعب آخر حقق هذا الإنجاز، لتحدث عنه الجميع كعمل استثنائي، ولكن بالنسبة لزانيتي، فإن ما حققه أخيرا هو النتيجة الطبيعية لمشوار رياضي بناه بالعمل الشاق المضني.. لذا فإنني أشكرك وحسب بوبي!".
ورغم تحقيقه إنجازا قياسيا جديدا، لم يتمكن زانيتي من الاحتفال بسبب تعرض إنتر لهزيمته الرابعة هذا الموسم، في خمس مباريات خاضها.
الرجل الحديدي الخلوق
نجح القائد الحديدي الخلوق والمعطاء، البالغ من العمر 38 عاما، في دخول تاريخ انتر من بابه العريض بعدما اصبح اكثر اللاعبين خوضا للمباريات بقميص "نيراتزوري"، متفوقا على رقم القائد السابق للفريق بيرغومي بعدما سجل مباراته الـ757 مع النادي الذي بدأ مشواره معه في 27 اب/اغسطس 1995 امام فيشتنزا في طريقه للمساهمة بقيادته الى لقب الدوري المحلي 5 مرات ولقب الكأس المحلية 4 مرات ولقب الكأس السوبر المحلية 4 مرات ودوري ابطال اوروبا مرة واحدة وكأس الاتحاد الاوروبي مرة واحدة وكأس العالم للاندية مرة واحدة ايضا.
"زانيتي بالنسبة لي يمثل فرحة العيش، فرحة جعل كرة القدم مهنتك من صباح الى اخر. الابتسامة والرغبة في الحياة، شغف التمارين، السعادة التي يدخلها الى قلب كل من يعمل الى جانبه. بالنسبة لي خافيير زانيتي يمثل كل هذه الاشياء، وانا سعيد لتمكني من القول بانه الرجل الذي سيبقى صديقي الى الابد"، هذه هي الكلمات التي وصفت زانيتي على لسان المدرب البرتغالي الفذ جوزيه مورينيو الذي قاد انتر في 2010 الى ثلاثية الدوري والكأس المحليين ودوري ابطال اوروبا قبل الانتقال الى ريال مدريد الاسباني.
وتابع مورينيو "بعد كل هذا واكثر بكثير، يمكننا الان التحدث عن لاعب كرة القدم لكن وبما اني لم ادربه سوى لعامين من مسيرته المذهلة فليس مكاني التحدث عن رجل كتب قصته بنفسه - ويا لها من قصة مذهلة. كل ما بإمكاني قوله شكرا على كل شيء، شكرا على منحي مساحة صغيرة في قصتك. ما سأعتز به اكثر من غيره هو ذلك العناق الذي منحني اياه في منتصف ملعب سانتياغو برنابيو: لن يكون الاخير، لكن بالنسبة لي كان الاجمل في العامين اللذين قضيناهما معا".
وختم المدرب البرتغالي "قد يأتي يوم ما ويتمكن احدهم من تحطيم انجاز زانيتي، لكن لن يكون هناك ابدا سوى زانيتي واحد".
انها كلمات صادرة عن مدرب يعرف عما يتحدث، صادرة عن مدرب "قاس" الى حد ما لكن طبعه لم يمنعه من منح زانيتي التقدير الذي يستحقه كلاعب خلوق جدا لا يبخل باي مجهود من اجل مصلحة فريق، وكرجل معطاء قدم الكثير لمجتمعه كونه سفير الاتحاد الدولي لمشروع قرى الاطفال "اس او اس" في الارجنتين وكونه انشأ جمعية "بوبي" مع زوجته باولا بعد الازمة الاقتصادية التي مرت بها الارجنتين عام 2001، من اجل الاعتناء بملايين بالأطفال الفقراء ومنحهم الفرص التعليمية فضلا عن تقديم الرعاية الغذائية.
"عندما اتذكر طفولتي، مشاهد كثيرة ملموسة تتبادر الى ذهني، الجيدة منها والسيئة. كانت طفولتي صعبة، وبالرغم من اني لا اعيش في بلدي حاليا، فانا على علم تام بما يجري هناك، والاثر المدمر على الاطفال الفقراء لدينا. لقد آمنت دوما بان عملنا في الشأن العام يجب ان يضعنا امام مسؤولياتنا الاجتماعية"، هذا ما قاله زانيتي تعليقا على تأسيسه جمعية "بوبي".
ولم تكن هذه الجمعية النشاط الاجتماعي الوحيد لزانيتي اذ انشأ الى جانب زميله ومواطنه في انتر استيبان كامبياسو جمعية "ليوني دي بوتريرو" الخيرية من اجل تدريب الاطفال الذي يعانون من مشكلة العزلة الاجتماعية والذين يواجهون صعوبات في التنسيق في الحركي.
وعلق زانيتي على تأسيس هذه الجمعية قائلا "ان هذه الروحية تكمن في اساس جميع المبادرات التي يقوم بها انتر لمصلحة الشباب. يجب ان تتواجد القيم دائما في قلب الرياضة، وهذا ما علينا تعليمه للأطفال".
ومن المؤكد ان الحس الاجتماعي الذي يتمتع زانيتي يمثل شخصيته كرجل وكلاعب على حد سواء وابرز دليل على ذلك انه اللاعب الوحيد في العالم الذي لم ير البطاقة الحمراء طوال مسيرته الكروية سوى مرة واحدة وحصل عليها ليس لاعتدائه على لاعب خصم بل لاعتراضه على قرار الحكم.
"انه بطل يتمتع بأخلاق رفيعة"، هذا ما قاله روبرتو مانشيني، مدرب انتر السابق ومانشستر سيتي الانكليزي حاليا، عن زانيتي الذي يطلق عليه لقب "بوبي"، مضيفا "حصلت على فرصة ان لعب ضد بوبي كلاعب وترك عندني انطباعا رائعا، لأنه ورغم صغر سنه (حينها) ووجوده في بلد اجنبي، فانه كان يلعب بحماس ونوعية كبيرين".
وواصل "لاحقا، كنت محظوظا لأني دربته في انتر وبإمكاني القول ودون ادنى شك بان اي مدرب في العالم يتمنى ان يحظى بلاعب مثله بسبب قدراته...انه ايضا فرد نزيه جدا، وهذا امر لا يغفل على احد. انا سعيد لتحقيقه هذا الانجاز الذي كان مميزا لأنه تحقق في ناد كبير مثل انتر، وخصوصا انه تمكن من التفوق على بيرغومي الذي يعتبر رمزا اخر من رموز انتر".
اما المدرب الاول لزانيتي مع انتر ، الانكليزي روي هودجسون، فاكد انه لم يتفاجأ بهذا الانجاز، متوجها الى ال"كابيتانو" قائلا "انا سعيد لحصولي على فرصة تهنئة خافيير على هذا انجاز رقم بيبي بيرغومي في عدد المشاركات مع انتر. وأعتبر نفسي محظوظا جدا لعملي مع اثنين من اساطير نيراتزوري". وواصل "وصلنا انا وخافيير الى انتر في نفس العام، 1995، ولفت اهتمامي سريعا بمهنيته العالية ورغبته في التعلم والتأقلم مع طريقة لعب كرة قدم جديدة بالنسبة له...لست متفاجئا على الاطلاق من تحقيقه هذا الانجاز التاريخي...تهاني الحارة مرة اخرى لخافيير لنيله وعن جدارة هذا الشرف، واتمنى لك كل الحظ في مبارياتك المستقبلية".
أبرز الأرقام :
- 65656: مجموع الدقائق التي لعبها
- 46967 مجموع الدقائق في الدوري الايطالي
- 15872: مجموع الدقائق التي لعبها تحت قيادة مانشيني، اكثر المدربين اللذين لعب تحت اشرافهم
- 12194: مجموع الدقائق التي لعبها على الصعيد الاوروبي
- 5289: مجموع الدقائق التي لعبها في الكأس الايطالية
- 757: مجموع مبارياته مع انتر
- 689: مجموع المباريات التي خاضها باكملها (90 دقيقة)
- 539: مجموع المباريات التي خاضها في الدوري الايطالي
- 189: مجموع المباريات التي خاضها تحت قيادة مانشيني
- 141: مجموع المباريات التي خاضها في اوروبا
- 64: مجموع المباريات التي خاضها في الكأس
- 51: مجموع البطاقات الصفراء
- 34: المرات التي استبدل فيها خلال المباريات
- 33: المرات التي دخل فيها كبديل
- 21: عدد اهدافه
- 16: عدد المدربين الذين اشرفوا عليه مع انتر
- 16: عدد الالقاب التي احرزها
- 15: عدد الالقاب التي احرزها وهو يرتدي شارة القائد
- 12: عدد الاهداف الحاسمة التي سجلها
- 12: عدد اهدافه في الدوري الايطالي
- 6: عدد الاهداف التي سجلها بقيادة المدرب الانكليزي روي هودجسون الذي سجل تحت اشرافه اكثر اهدافه
- 5: عدد اهدافه في اوروبا
- 3: عدد اهدافه في كأس ايطاليا
- 1: عدد اهدافه في كأس العالم للأندية
- 1: عدد البطاقات الحمراء التي نالها (في كأس ايطاليا امام بارما (صفر-2) في 17 شباط/فبراير 1999).