سيكون ملعب "جوسيبي مياتزا" يوم السبت مسرحاً لمواجهة نارية بين إنتر ميلان وضيفه يوفنتوس المتصدر وذلك في المرحلة العاشرة من الدوري الإيطالي لكرة القدم.
وتكتسب المباراة أهمية كبرى للطرفين خصوصاً ليوفنتوس الذي عاد ليواجه غريمه "نيراتزوري" وهو على قمة الدوري، وهذا أمر افتقده كثيراً فريق "السيدة العجوز" منذ إنزاله إلى الدرجة الثانية عام 2006 بسبب تورطه بفضيحة التلاعب بالنتائج ما فتح الباب أمام انتر لكي يرث لقب 2006 ثم يفرض هيمنته المطلقة على البطولة التي توج بلقبها خمس مرات متتالية منذ حينها قبل أن يزيحه جاره ميلان عن العرش الموسم الماضي.
لكن إنتر الموسم الحالي مختلف تماماً عن الفريق الذي هيمن على الدوري ثم توج تفوقه التام بتتويجه بثلاثية الدوري والكأس المحليين ومسابقة دوري أبطال أوروبا في 2010، بقيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، ويبدو أن رحيل الأخير عن "نيراتزوري" للإشراف على ريال مدريد الإسباني شكل نهاية حقبة بالنسبة لفريق ماسيمو موراتي الذي يقبع حالياً في المركز السادس عشر بعد أن فشل في تحقيق أكثر من فوزين منذ انطلاق الموسم.
وفي المقابل، أثبت يوفنتوس، في بداية الموسم على أقله، أنه عاد ليلعب دوره بين الكبار بعد أن فشل الموسم الماضي حتى في الحصول على بطاقة المشاركة في الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ"، وهو يسافر إلى ميلانو بمعنويات مرتفعة جداً بعد أن استعاد الصدارة بفوزه الثلاثاء على ضيفه فيورنتينا (2-1)، مستفيداً من تلقي أودينيزي الهزيمة الأولى له هذا الموسم على يد نابولي (صفر-2).
ونجح يوفنتوس بفك عقدة التعادلات التي لازمته في المرحلتين السابقتين وفي أربع مباريات من اصل ثماني حتى الآن، واستعاد الصدارة بفارق نقطة عن أودينيزي ولاتسيو.
ولطالما حملت مواجهة إنتر ويوفنتوس نكهة مميزة بغض النظر عن ترتيب الفريقين وهذا ما أكده لاعب وسط "السيدة العجوز" كلاوديو ماركيزيو الذي اعتبر أن فريقه لن يغش بالترتيب الحالي لإنتر عندما يتواجه الطرفان في "دربي إيطاليا".
ورأى ماركيزيو الذي قاد يوفنتوس للفوز على ميلان (2-1) في أوائل الشهر الحالي بتسجيله ثنائية، أنه لا يجب التفكير بواقع الترتيب الحالي للبطولة، مضيفاً: "لا يجب على أحد أن يخدع بموقع إنتر الحالي في الترتيب، إنه فريق كبير وسيقدم كل ما لديه في مواجهتنا. علينا أن نواجهه بالرغبة والعزم اللذين أظهرناهما في مبارياتنا الأخيرة".
وواصل: "نريد المحافظة على صدارتنا ويجب أن لا نخاف"، مشيراً إلى أنه يحلم بقيادة يوفنتوس إلى لقب الدوري، وأوضح أن المدرب أنطونيو كونتي لعب دوراً هاماً في إعادة الحماس إلى الفريق لأنه يعلم أهمية ارتداء قميص "بيانكونيري" لأنه كان من لاعبيه لفترة طويلة.
وفي الجهة المقابلة، يدخل إنتر إلى المباراة بأمل انطلاقة حقيقية لموسمه المحلي من بوابة يوفنتوس، لأنه فشل حتى الآن في استعادة بريقه السابق بسبب معاناته في الخط الخلفي خصوصاً.
ولا يزال إنتر يبحث عن تحقيق انتصارين على التوالي في الدوري، وهو الأمر الذي سيمنحه على الأرجح الدفع المعنوي المناسب من أجل شق طريقه مجدداً نحو المراكز الأولى في الترتيب، وقد عزا مدافعه البرازيلي لوسيو السبب في الأداء المخيب لفريقه حتى الآن إلى تغيير المدرب بعد أن بدأ الموسم بقيادة جان بييرو غاسبيريني الذي فشل في تحقيق أي فوز مع إنتر، حيث خسر أربع مباريات وتعادل في واحدة، ما دفع موراتي إلى الاستعانة بكلاوديو رانييري.
وأشار لوسيو إلى أن الفريق ما زال يعاني، مضيفاً: "نخوض مباراة يوفنتوس ونحن تحت الضغط...أعتقد أن الجميع يشعر بالقلق لأننا اعتدنا على التواجد في صدارة الدوري ونحن الآن بعيدون عنها كثيراً. علينا أن نلعب كل مباراة وكأنها نهائي. في الوقت الحالي، أعتقد أن معظم الانتقادات الموجهة إلينا في محلها لأننا لا نلعب بطريقة جيدة".
ويبدو أن الانتقادات وصلت إلى داخل النادي بحد ذاته، حيث انتقد موراتي مهاجم فريقه الأرجنتيني دييغو ميليتو بعد إهداره فرصة سانحة الأربعاء أمام اتالانتا (1-1) في الدوري.
ويبدو أن الانتقاد حفز ميليتو بدلاً من أن يحبطه، إذ أكد عزمه على إسقاط يوفنتوس في مباراة الغد، مضيفاً: "كل ما أفكر فيه هو الفوز أولاً، والجميع يعلم قيمة هذا اللقاء وأهميته"، أملاً في أن يلعب وأن يجد طريقه إلى شباك "بيانكونيري" الذي لم يفز في معقل غريمه منذ 22 آذار/مارس 2008 عندما تغلب عليه بهدفين لماورو كامورانيزي والفرنسي دافيد تريزيغيه، مقابل هدف للبرتغالي نونو مانيش.
وسيفتقد إنتر الذي يستقبل الأربعاء المقبل ليل الفرنسي في دوري أبطال أوروبا بعد أن تغلب عليه في المرحلة السابقة في عقر داره (1-صفر)، خدمات الحارس البرازيلي جوليو سيزار بسبب إصابته في فخذه، ومن المرجح أن يغيب عن الملاعب لمدة أربعة أسابيع.
ولن تكون موقعة "جوسيبي مياتزا" المواجهة النارية الوحيدة في هذه المرحلة، إذ يلتقي روما مع ضيفه ميلان حامل اللقب في مباراة مرتقبة يسعى من خلالها الأخير إلى مواصلة انتفاضته وتحقيق فوزه الرابع على التوالي من أجل اقتناص الصدارة، كونه لا يتخلف عن يوفنتوس سوى بفارق نقطتين.
أما روما فيسعى بدوره إلى فوز يعيده إلى دائرة المنافسة بعد أن تراجع إلى المركز التاسع بخسارته في المرحلة السابقة أمام جنوى (1-2).
وعلى ملعب "فريولي"، يسعى أودينيزي إلى التعويض والعودة سريعاً إلى سكة الانتصارات لكنه يخوض اختباراً صعباً أمام ضيفه باليرمو، كما حال لاتسيو الذي يحل ضيفاً على كالياري السادس.
وبدوره يتواجه نابولي الرابع السبت مع مضيفه كاتانيا، فيما يلعب الأحد سيينا مع كييفو، وبولونيا مع أتالانتا، وبارما مع تشيزينا، وليتشي مع نوفارا، وفيورنتينا مع جنوى.