في الصيف كان مصطلح "ثورة الفرق الصغيرة في الليغا" يأخذ حيزاً كبيراً من أدبيات الصحافة الرياضية بعد الكشف عن مشاريع بناء الفرق الجديدة.
ملقة زهرة الربيع...
أبرز تلك الفرق كان ملقة بلا شك، فالترشيحات كانت تصب أنه سيكون "زهرة ربيع الليغا" التي ستقف بوجه عملاقي الليغا، وذلك بعد استقدام فريق كامل لهذا الموسم مؤلف من 11 لاعب، لعلّ أبرزهم الهولندي رود فان نيستلروي والإسبانيين سانتياغو كازورلا وخواكين سانشيز والفرنسي جيريمي تولالان والبرازيلي جوليو بابتيستا وآخرين.
الفريق الأندلسي بدأ بشكل جيد فبعد خسارة افتتاحية أمام إشبيلية، حقق ثلاثة انتصارات متتالية على كل من غرناطة وريال مايوركا وأثلتيك بلباو قبل أن يتعادل مع ريال سرقسطة ثم يفوز على خيتافي ويتلقى ثلاث خسارات متتالية مع كل من ليفانتي وريال مدريد ورايو فاليكانو ثم يفوز على إسبانيول ويتعادل مع بيتيس.
ويُلاَحظ أن ملقة لم يحقق إلا نقطة واحدة أمام الفريقين اللَذين صعدا من الدرجة الثانية فخسر مرة وتعادل أخرى ولم يلمع بريق النجوم المنتظر حتى في المباريات التي كان يحقق فيها الفوز.
صمود ليفانتي لم يطل
في المقابل لم يراهن أحد على الأسماء التي انتقلت إلى ليفانتي هذا الموسم حتى أن البعض قال إنه (أي ليفانتي) أصبح نادي العجائز بعد قدوم خوسيه خافيير باركيرو (32 سنة)، وكارلوس أراندا (31 سنة) ووجود خوانلو غوميز (31 سنة)، إضافة لمغامرة تعيين مدرب ليس له أي تجربة تدريب نادي من الدرجة الأولى في إسبانيا وهو إيغناسيو مارتينيز، غوميز نفسه وباركيرو أثبتا أنهما مفاتيح هجوم الفريق إضافة للإيفواري أرونا كونيه الذي سجل هدف الفوز على ريال مدريد وروبين سواريز وغيرهم، فلم يخسر الفريق حتى المرحلة التاسعة بقيادة مدرب بدأ يتردد اسمه في الأوساط الكروية بشكل كبير.
لكن تكهنات عدد من متابعي الليغا - بأن الفريق الأحمر والأزرق عاجلاً أم آجلاً سوف يتراجع وأن ساريته لن تصمد بوجه الريح- بدأت تصبح واقعاً عندما تلقى هزيمتين متتاليتين أمام كل من أوساسونا وفالنسيا دون أن يسجل أي هدف وبنتيجة واحدة ( 2-0 ).
فرق المقدمة ...في الوسط!!
غير ذلك فإن فالنسيا وإشبيلية في مكانيهما الطبيعيين كثالث وخامس الترتيب لكن من المنتظر تحسن أدائهما في المراحل القادمة.
في المقابل فإن فرق أتلتيكو مدريد وأثلتيك بلباو وبدرجة أكبر فياريال والتي تعد من الفرق المُهابة ليس محلياً فحسب بل وأوروبياً أيضا في وضع لا يسِّر أبداً، فالغواصة الصفراء لم يفز إلا مرتين وأتلتيكو مدريد وبلباو فازا ثلاث مرات فقط.
البرشا...تعادلات خاسرة
تبادل المراكز والجماعية المثالية والتمرير الأرضي السريع والضغط العالي تلك بعض العناوين التكتيكية البسيطة التي ساهمت بتفوق برشلونة في السنوات الأخيرة، لكن الفريق الكاتالوني يبدو هذا الموسم أقل جودة بعد التعديلات على الخطة وتحولها إلى 3-4-3 في عديد من المباريات بعد أن كانت 4-3-3 وبحسب الخبراء فإن هذا التغيير سيتطلب إعطاء مزيد من الوقت للوظائف الفنية والتكتيكية على أرض الملعب، إضافة للعديد من الإصابات في صفوف حامل اللقب...والتي يعتقد أنها بسبب هذه الخطة الجديدة.
الفريق الكاتالوني خسر بالتعادل ثلاث مرات مما أفقده 6 نقاط سيكون لها كبير أهمية في الصراع مع الريال هذا الموسم.
الملكي بأسلوب البرشا
ريال مدريد الغريم التقليدي لبرشلونة يبدو بأحسن أحواله في الليغا، ليس بسبب النتائج المذهلة فحسب بل للأدوار الجديدة التي يقدمها اللاعبون في كل أمسية والتي منحت أداء الريال ما كان ينقصه الموسم الماضي من جمالية وفعالية.
البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم الفريق صار هذا الموسم أكثر جماعية حتى في تصريحاته وطريقة احتفاله بالأهداف فهو يشير دائماً إلى فضل جميع اللاعبين والمدربين في النادي ( بعكس ما كان في المواسم السابقة ) في وصوله إلى (13 هدفاً، أربعة هاتريك وهدف) هذا الموسم حتى الآن.
إضافة لعودة البرازيلي كاكا والأرجنتيني غونزالو هيغواين واستثمار أفضل للفرنسي كريم بنزيما يبدو أن مقولة "جوزيه مورينيو يحقق البطولات في الموسم الثاني له" تبدو متداولة حالياً بشدة على طاولة جماهير الملكي رغم أن الموسم لا يزال في بدايته ومن المبكر الحكم على هوية البطل إن كان برشلونة المدجج بأسلحته ذاتها أو ريال مدريد المتصدر الحالي أم أن ربيع الليغا لم يبدأ بعد... فقط قد تأخر قليلاً وسيقدم لنا بطلاً غير منتظر.