تفوق منتخب البرازيل على نظيره المصري بهدفين دون مقابل في المباراة الودية الدولية التي جرت بينهما في العاصمة القطرية الدوحة على أرض ملعب أحمد بن علي في نادي الريان، والتي خصص ريعها لدعم أطفال الصومال.
وتعتبر المواجهة بين المنتخبين السادسة دولياً، وكان منتخب البرازيل تفوق في آخر مباراة ضمن منافسات كأس القارات 2009 بنتيجة (4-3).
وتابع المباراة جمهور غفير من الجالية المصرية والعربية في قطر، شجعوا المنتخب المصري بحرارة وخصّوا اللاعبين الشبان في المنتخب بقسط وافر من ثنائهم وتشجيعهم.
حماس وواقع
منتخب "الفراعنة" بدأ المباراة بحماس ودون عقدة من مواجهة البرازيل وكان صاحب الفرصة الأولى في المباراة من ركلة حرة مباشرة أطلقها شيكابالا وحولها الحارس دييغو ألفيس لركنية (6).
وحصل منتخب البرازيل على ركلتين متتاليتين بالقرب من منطقة الجزاء هيأ فيرناندينيو الأولى لزميله هالك فسددها قوية مرت بجوار القائم الأيمن (
، أما الثانية تكفل بها نجم برشلونة دانيال ألفيس وكان مصيرها كسابقتها (10).
ووسط صراع الفريقين لإحكام السيطرة في منتصف الملعب وإغلاق المنافذ على الأطراف، اقتصرت المحاولات على التسديد البعيد، وفي إحدى اللقطات جرّب أحمد فتحي حظه بتسديدة بجوار المرمى (21).
وبدأ المنتخب البرازيلي يستحوذ على الكرة وسط غياب واضح لخط الوسط المصري الذي سجل معدلاً عالياً في التمريرات الخاطئة والكرات المفقودة.
المحاولة الأولى للمنتخب البرازيلي من العمق جاءت من اختراق هالك متجاوزا ً بالخبرة المدافع الشاب محمد ناصف وتسديدة قوية بمواجهة المرمى تمر فوق العارضة (28).
ومع لجوء لاعبي "سيليساو" للحل الفردي تابعنا فاصلاً مشوقاً من أليكس ساندرو الذي مر بأسلوب جميل مواجهاً الحارس أحمد الشناوي الذي تصدى لتسديدته ببراعة منقذاً فريقه من هدف محقق (33).
وعاد الشناوي ليتصدى لكرة خطيرة سابقاً هيرنانيز المنفرد إلى الكرة (36).
وأثمر ضغط أبطال العالم خمس مرات عن هدف التقدم بعد توغل ناجح من مهاجم بورتو المتألق هالك الذي هيأ الكرة داخل منطقة المرمى ليضعها زميله جوناس مهاجم فالنسيا بكل سهولة في الشباك (39).
تفوق وحسم
منذ الدقيقة الأولى في الشوط الثاني كاد منتخب السامبا يعزز تقدمه بانفراد تام من تمريرة سحرية لعبها أليكس ساندرو لزميله جوناس الذي مر بسلاسة متجاوزاً الحارس الشناوي وسدد الكرة لكن المدافع أحمد حجازي أبعدها قبل عبورها خط المرمى.
وحاول أبناء النيل الظهور بشكل متوازن أكثر من الشوط الأول خصوصاً بعد تعديلات المدرب الجديد لمنتخب مصر الأميركي بوب برادلي بإشراك وجوه جديدة (وليد سليمان وإبراهيم صلاح) بدلاً من الأكثر خبرة (حسام غالي ومحمد زيدان) بين الشوطين والتي بثت شيئاً من الحيوية لكن دون تنظيم.
لم يتأخر حسم البرازيل للموقف بتسجيل هدف ثانٍ في الدقيقة 59 عبر ركلة حرة لعبها برونو سيزار نحو القائم القريب فلامست رأس فيرناندينيو وارتدت من الحارس فكان جوناس بانتظارها ليسددها في قلب المرمى.
ردة الفعل جاءت بمجهود فردي من اختراق وتسديدة رائعة للاعب سندرلاند الإنكليزي أحمد المحمدي حولها الحارس دييغو ألفيس لركنية وكانت الاختبار الثاني له خلال ساعة كاملة.
ومن هجمة مرتدة بثلاث تمريرات اختصرت مساحة الملعب وصل منتخب البرازيل للمرمى المصري لكن الكرة الأخيرة مرت بسلام على المرمى بعد تسديدة هرنانيز محاذية للقائم الأيمن (62).
بدأ شيء من التراخي يظهر على أصحاب الضيافة في كأس العالم 2014، ما أفسح المجال لأبطال أفريقيا 6 مرات بالمناوشات عبر التسديد البعيد في أكثر من مناسبة أخطرها لوليد سليمان وأحمد المحمدي لكن خارج القوائم دائماً.
الدقائق الأخيرة من المباراة مرت بتقاليد المباريات الودية فكثرت تبديلات المدربين، لعل أبرزها مشاركة قائد منتخب مصر ولاعب نادي الزمالك أحمد حسن الذي سجل اسمه للمرة 178 في تاريخ المشاركات الدولية، معادلاً رقم الحارس السعودي الشهير محمد الدعيع.
"الصقر" كاد أن يوقع على هدفه الدولي رقم 33 بتسديدة بعيدة تألق دييغو ألفيس في ردها قبل أن يشتتها تياغو سيلفا (82).
وقبل خروجه بلحظات سدد هالك كرة قوية ودّع بها المباراة جاءت فوق العارضة (84).
ثم حاول بديله "دودو" تدوين اسمه في سجل المباراة بهدف ثالث لكن رأسيته ارتدت من القائم الأيمن (86) ورد الحارس أحمد الشناوي (أحد أفضل لاعبي منتخب مصر) تسديدته الأرضية لركنية (88).
وأعلنت صافرة الحكم القطري بنجر الدوسري نهاية المباراة بفوز مستحق للبرازيل، أظهر أن أمام المدرب برادلي كثير من العمل والتخطيط والدقة في الاختيارات قبل دخول معمعة تصفيات كأس العالم خصوصاً بعد الفشل التاريخي في التأهل لأمم أفريقيا 2012.