بات ابويل نيقوسيا أوّل فريق قبرصي يبلغ الدور الستة عشر من دوري أبطال اوروبا لكرة القدم بعد تعادله مع مضيفه زينيت سان بطرسبورغ الروسي سلبياً الأربعاء على إستاد "بتروفسكي" ضمن الجولة الخامسة من مباريات المجموعة السابعة.
رفع ابويل، مفاجأة البطولة والوحيد الذي لم يخسر في مجموعته، رفع رصيده إلى 10 نقاط في صدارة المجموعة أمام زينيت الثاني بـ9 نقاط فيما يحتل بورتو البرتغالي المركز الثالث بـ4 نقاط وشاختار دونيتسك الأوكراني المركز الرابع بنقطتين وهما سيلتقيان لاحقاً ضمن الجولة عينها.
ويلعب ابويل في الجولة الأخيرة على أرضه مع شاختار فيما يزور زينيت البرتغال ليلتقي بورتو.
شهد اللقاء ندية قوية إذ بحث زينيت عن فوز قد يؤهله إن خسر بورتو لاحقاً وهو افتقد جهود نجمه الدولي كيرزاكوف المصاب، فيما سعى ابويل شأن لقاءاته السابقة لخطف الفوز من إحدى مرتداته القليلة وجاء أداؤه دفاعياً بحتاً، فاقد لأي متعة كروية ولم يسدد سوى مرة واحدة طوال الدقائق التسعين مقابل 23 مرة لزينيت.
سيطر زينيت على الشوط الأوّل بكل تفاصيله إلا أنّه اصطدم بدفاع صلب ملتزم الانضباط التكتيكي قوامه أربعة لاعبين صريحين في الخط الخلفي معززين بساعدي دفاع إلى جانب ارتداد لاعبي الوسط الهجومي الثلاثة ووحده البرازيلي ايلتون بقي متقدماً للمرتدات.
حاول بطل روسيا الذي لم يخسر في آخر 12 لقاءاً خاضها ولوج العمق القبرصي مراراً لاسيما عبر تبادلاته القصيرة معتمداً على سرعة الجناحين فايزولين والبرتغالي داني والظهير الأيمن انيوكوف، ونجح على فترات متقطعة في ذلك إلا أنّه افتقد اللمسة الأخيرة فلا رأس الحربة الكسندر بوخاروف تمكن من الاستفادة من العرضيات ولا شيروكوف، صاحب 9 أهداف هذا الموسم، أصاب نجاحاً.
أخطر فرص الشوط الأوّل تصويبة لشيروكوف في الدقيقة 23 على الطائر إثر عرضية خلفية من انيوكوف المتوغل صدها الدفاع القبرصي نائباً عن حارسه المرتمي أرضاً.
لم يختلف الشوط الثاني عن ما رأيناه منذ أذن الحكم الألماني بريخ تدوير الكرة ولا حتى لمشهد مباراة الذهاب حين تفنن لاعبو المدرب لوتشيانو سباليتي في إهدار كم هائل من الفرص ليخسروها 1-2.
ورغم توقف المباراة لبضع دقائق بسبب العبوات الدخانيّة التي رمتها الجماهير ما حجب الرؤيا كلياً إلا أنّ ذلك لم يثن الفريقين عن أهدافهما المنشودة لا روحاً ولا أداءً.
تابع الفريق الأزرق الروسي إطباقه على المناطق القبرصية زاحفاً من كل حدب وصوب ولعل أخطر ما فعله تصويبة رأسية لبوخاروف في الدقيقة 65 وجدت العارضة بعد أصابع الحارس الإسباني أوركو رافاييل ولم تكن متابعة المهاجم الروسي نفسه على قدر طموحات زينيت إذ سدد بوهن وهو على بعد أمتار قليلة.
لم ييأس العملاق الدولي بوخاروف، مهاجم روبن كازان سابقاً فواظب على طرق مرمى المنافس وسدد في الدقيقة 73 كرة عبرت الحارس المتقدم وبدت أنها تتهادى نحو المرمى قبل أن يتدخل دفاع الضيف مشتتاً بعشوائية استثمرها فايزولين بتصويبة يساريّة ناب فيها القائم الأيسر عن الضيوف في الذود عن الشباك في أمر ذكر كثيراً بكيفيّة النجاحات اليونانية عام 2004 في أمم أوروبا.
وفي ظل هذه الفورة الروسية أطلق داني في الدقيقة 75 كرة ماكرة من حافة المنطقة أرغمت الحارس القبرصي أوركو رافاييل على التحليق مبعداً الكرة بقبضته اليمنى.
حملت الدقائق المتبقية السيناريو ذاته، ورغم اجتياح قلب دفاع أبويل البرتغالي باولو خورخي لأنيوكوف المنفرد داخل المنطقة إلا أن شيئاً لم يحدث سوى كتابة تاريخ جديد للكرة القبرصية مع إطلاق الحكم صافرته الثلاثية.