أشاد مدرب برشلونة جوسيب غوارديولا بشجاعة لاعبيه الذين حافظوا على رباطة جأشهم رغم تخلفهم بعد أقل من 30 ثانية على انطلاق موقعة الـ"كلاسيكو" الدوري الإسباني، أمام الغريم الأزلي ريال مدريد وخرجوا فائزين في نهاية المطاف على النادي الملكي في معقله "سانتياغو برنابيو" 3-1 أمس السبت في المرحلة السادسة عشرة.
وقال "أنا أحيي شجاعة اللاعبين. يملكون خبرة كبيرة على الصعيدين البدني والذهني وعرفوا كيف يتقدموا بالمباراة إلى الأمام... اللاعبون يحبون اللعب والهجوم"، مشيراً إلى إنها "الصورة المثالية" للطريقة التي يجب أن يرد فيها الفريق بعد أن وجد نفسه متخلفا باكرا أمام ريال مدريد.
وواصل "هذه هي الصورة التي تعكس الروح الشجاعة للفريق. أفضّل خسارة الكرة وأنا أمررها من الخلف محافظاً على أسلوب لعبي في بناء الهجمات من الخلف، وتمكننا من تحقيق ما أردناه"، وذلك في إشارة منه إلى الخطأ الذي ارتكبه الحارس فيكتور فالديز وتسببه بهدف الفرنسي كريم بنزيمة بعد 22 ثانية على بداية اللقاء بسبب التمريرات في منطقة النادي الكاتالوني عوضا عن تشتيت الكرة إلى الأمام.
وشدد غوارديولا على أن الفوز في "سانتياغو برنابيو" له نكهة مميزة دائما، لكن شيئاً لم يحسم "لان البطولة لم تكن لتنتهي لو خسرنا هنا الليلة (أمس). لم ننس أن ريال سيتصدر مجدداً في حال فوزه في اشبيلية (السبت المقبل). ما الفائدة من أن تكون بطلاً في تشرين الثاني/نوفمبر أو كانون الأول/ديسمبر؟ يجب أن نركز على طريقة لعبنا وسنرى ما ستؤول إليه الأمور".
وتحدث غوارديولا الذي لم تكن زياراته إلى "سانتياغو برنابيو" كلاعب ناجحة كزياراته كمدرب، إذ لم يخرج فائزاً مع الفريق سوى مرة واحدة (1-صفر) خلال موسم 1993-1994 فيما انتهت زياراته الست الأخرى بثلاثة تعادلات وثلاث هزائم، عن الأداء الذي قدمه لاعبوه في مباراة الأمس، قائلا "سيطرنا على اللقاء وعلى الهجمات المرتدة لخصمنا، حصلنا على ما فيه الكفاية من الفرص من اجل التسجيل"، مشيداً بشكل خاص بشجاعة لاعبيه.
تفاؤل حذر
ولم يُفرِط غوارديولا بتفاؤله وحافظ على تواضعه رغم الفوز على النادي الملكي الذي فشل في الخروج فائزاً من "كلاسيكو" الدوري للمرة الأولى منذ 7 أيار/مايو 2008 حين تغلب على النادي الكاتالوني 4-1 في "سانتياغو برنابيو"، مشيراً إلى أن هذه الخسارة لن تحبط معنويات فريق المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، مضيفاً "سيبقى ريال خصمنا الأقوى. هذه الخسارة لن تحبط معنويات ريال. أنهم محترفون ولاعبون جيدون جدا. لا يزال هناك الكثير على المحك في الدوري".
وكانت المباراة مصيرية لبرشلونة وآماله في الاحتفاظ باللقب لأن ريال كان يتقدم عليه بثلاث نقاط مع مباراة في جعبته أيضاً، كون النادي الكاتالوني خاض مباراة مقدمة من المرحلة السابعة عشرة لمشاركته في كأس العالم للأندية، وقد نجح أبناء غوارديولا في الارتقاء إلى مستوى التحدي وإسقاط فريق مورينيو في معقله.
وكانت جميع المعطيات التي سبقت اللقاء تشير إلى أن الفرصة سانحة أمام ريال من أجل استرداد اعتباره من فريق غوارديولا إذا كان يمر بفترة رائعة جداً، كما إن النادي الكاتالوني يعاني هذا الموسم خارج قواعده إذ لم يخرج فائزاً سوى مرتين في ست مباريات وبنتيجة هزيلة 1-صفر، إلا أن الرياح لم تجر كما يشتهي النادي الملكي وذهبت باتجاه غريمه الذي استحق الفوز لأنه كان الأفضل معظم فترات اللقاء.
وحافظ غوارديولا على سجله المُميز في "سانتياغو برنابيو" حيث لم يذق طعم الهزيمة منذ استلامه الإشراف على النادي الكاتالوني عام 2008.
وخاض غوارديولا أمس مباراته السادسة في "سانتياغو برنابيو" كمدرب لبرشلونة وخرج فائزاً للمرة الرابعة مقابل تعادلين، بينها 3 انتصارات في الدوري وتعادل.
وكانت الزيارتان الأوليان لغوارديولا إلى "سانتياغو برنابيو" ناجحتين تماماً إذ خرج فريقه فائزاً في مرحلة مصيرية من الدوري، الأولى في مواجهة خواندي راموس وبفوز تاريخي 6-2 والثانية في مواجهة التشيلي مانويل بيليغريني بنتيجة 2-صفر.
أما بالنسبة للمواجهات الثلاث الأخرى في "سانتياغو برنابيو" فكانت بمواجهة مورينيو الموسم الماضي، فانتهت الأولى بالتعادل 1-1 بهدف للأرجنتيني ليونيل ميسي مقابل هدف للبرتغالي كريستيانو رونالدو والهدفان من ركلتي جزاء، ما سمح لبرشلونة بالاقتراب اكثر من الاحتفاظ باللقب، والثانية بعد ايام معدودة في ذهاب الدور نصف النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا حين فاز النادي الكاتالوني بهدفين نظيفين للأرجنتيني ليونيل ميسي.
أما الزيارة الأخيرة لغوارديولا إلى معقل ريال مدريد فكانت قبل أشهر معدودة في آب/أغسطس الماضي عندما تعادل الفريقان 2-2 في ذهاب مسابقة كأس السوبر، قبل أن يفوز برشلونة إياباً 3-2 بفضل ميسي الذي سجل ثنائية بينها هدف الفوز القاتل في الدقيقة 88.
ويسافر برشلونة إلى اليابان لخوض كأس العالم للأندية كممثل للقارة الأوروبية حيث يبدأ مشواره من الدور نصف النهائي في 15 الشهر الحالي.