لا يبدو أن الكرة الإنكليزية قد سمعت بفترة التوقف التي تشهدها أوروبا خلال عيد الميلاد. فهذا العام، ستخوض بعض فرق الدوري الإنكليزي أربع مباريات في غضون 14 يوماً.
وستكون اللحظة الأكثر ترقباً بين جميع المشجعين هي "يوم الصناديق الشهير" بعد غد الاثنين، اليوم الذي سيمكن لكل الجماهير الإنكليزية فيه الاستمتاع ببرنامج حافل بكرة القدم.
وكما جرت العادة، خلال ذلك اليوم تقوم عائلات الصفوة في بريطانيا بتقديم هدايا إلى الفقراء. أما اسم "يوم الصناديق" فيعود إلى قرون خلت، عندما كان الأغنياء يضعون في الصناديق هدايا وبقايا طعام ليلة عيد الميلاد، من أجل الفقراء.
هما أسبوعان سيملآن فراغ الدوريات الأوروبية التي منحت لاعبيها إجازة.
وأشار الصحفي داميان كرونلي إلى حالة الانبهار التي تصيب الجماهير بشأن "يوم الصناديق" قائلاً "إنه وقت كرة القدم الرفيعة والمتعة القصوى".
يقر خبراء كرويون، مثل لاعب ليفربول السابق آلان هانسن، بأن "يوم الصناديق" له مدلول خاص "إنه يحدد نهاية الدور الأول". ورغم اعترافه بأن "اللقب لا يحسم في عيد الميلاد ، أكد أنه "لا يجب الخسارة في هذه المرحلة من الموسم".
لكن عدد المباريات الكبير في عيد الميلاد يضايق بعض الفرق، من بينها سوانسي الصاعد حديثاً، والذي يتحتم عليه لعب أربع مباريات في 12 يوماً.
وقال بريندان روجرز مدرب سوانسي "من الرائع بالنسبة للجماهير رؤية كل هذه المباريات في هذه الفترة من العام"، ويضيف "لكن فترة استعادة النشاط المتوفرة للاعبين قصيرة للغاية".
ولا يوجد تفكير حتى الآن في جدول إجازات مثلما يحدث في بقية القارة.
يقول داميان كرونلي "الجماهير لن تتقبل ذلك التغيير، لأن الذهاب إلى الاستاد لرؤية مباراة أو متابعتها عبر التلفاز هو جزء من الثقافة الكروية لإنكلترا".
ويؤكد اللاعب السابق لي ديكسون أن "موسم الإجازات في كرة القدم الإنكليزية خطير على اللاعبين بسبب حمل المباريات الذي يعانونه".
يمثل هذا التوقيت أهمية خاصة لأغلب المنافسين على اللقب. فمانشستر سيتي وتوتنهام وتشلسي عليهم خوض ثلاث مباريات حتى الثالث من كانون الثاني/يناير.
وتأجلت مباراة أرسنال مع وولفر هامبتون المقررة في "يوم الصناديق" لمدة 24 ساعة، كي لا تتوافق مع إضراب للعاملين في مترو أنفاق لندن، لكي تتمكن الجماهير من الوصول بسهولة إلى استاد "الإمارات".
وتوفر هذه الفترة من العام مادة كافية لسير الأساطير. فلن ينسى أحد "يوم الصناديق" على سبيل المثال لعام 1966 بعد أن شهد إحراز 66 هدفاً في عشر مباريات.
يومها تابع السير آلان رامسي مدرب إبسويتش تاون، والمدير الفني لاحقاً لمنتخب إنكلترا بطل العالم على أرضه في مونديال 1966، كيف تمكن ناديه من الفوز 10-1 على فولهام بقيادة جورح كوهين وبوبي روبسون، فيما خسر مانشستر يونايتد أمام بيرنلي 1-6.