ما فتئت تتسع دائرة النجوميىة لدى النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي عندما تفتقت موهبته الكروية التي تشغل أوساط الرأي العام في كل يوم وكل حين.
إنه النجم الإنسان حتى اللحظة في زماننا الذي نعيش، ليس بكرة القدم والنجومية في الملعب يحيا وحده اللاعب، بل بخلقه وتصرفاته التي تدخل في الكيفية والتصرف والسلوك الذي يجعل منه نجماً ساطعاً يتلألأ في سماء العالمية ويدور في فلك الصحافة والإعلام ويصبح مالئ الدنيا وشاغل الناس.
لقد نجح "الفتى الذهبي" ميسي أن يدخل قلوب الناس وعقول مشجعي كرة القدم ليس فقط من نافذتي برشلونة والأرجنتين، لأنه ساحر فنان على أرض الملعب، الكرة تصبح ملك قدميه لـ90 دقيقة أو يزيد، وسحره الكروي ينبعث في الآفاق والأرجاء فيدخل البهجة والحبور لدى المتتبعين، حتى يتمنى مشجع أي فريق أن يستحوذ هو على ميسي ويتمنى لو أن ميسي يحمل أكثر من جنسية، ولكن إذا تعمقنا في الحقيقة والواقع نجد أن كرة القدم بأُطُرها كافة ونجوميتها التي تضرب في جذور الكرة الأرضية عامة هي من كل الجنسيات وهي لون واحد لكل الأعراق، وهي بمثابة الخبز اليومي لكافة الشعوب.
فخصوصية ليونيل ميسي، أنه من طينة العباقرة الذين يدخل إلى كل بيت وهو سبق نجوماً كثر مروا من قبله من حيث هذه الخصوصية التي هي أولاً وأخيراً منة من الخالق عز وجلّ، لأنه أن تكون نجماً كروياً لامعاً فهذا قد يتحقق لدى الكثيرين ولكن سمة الدماثة والتواضع إذا ما اجتمعت في نجم جعلت منه كوكباً يضيئ سماء كرة القدم والإنسانية.
وكما قالت العرب:
والمرء بالأخلاق يسموا ذِكرهُ وبها يُفضل في الورى ويُوقرُ
طبعاً ميسي ليس متفرداً بهذه الميزة، فقد سبقه نجوم كثر سواء من عالم كرة القدم أم من رياضات مختلفة، ولكن ما لفت الأنظار هي الصورة التي ظهر عليها ميسي مع الطفل سفيان بوينزه الذي يعاني من إعاقة ويسير على ساقين اصطناعيتين من خلال فيلم وثائقي ستعرضه إحدى قنوات التلفزة الإسبانية.
والتقى ميسي بالفتى المذكور، وأهدى له قميصه رقم 10، وأعجب بطموحه في لعب الكرة رغم عدم تمتعه بساقين طبيعيتين، وقال ميسي وقتها له: "الآن أستطيع أن أكون صديقاً لك".
فهذه العبارة كفيلة بأن تهز الجبال بالنسبة لإنسان يعتبر من ذوات العالم الخاص لأن الساقين الطبيعيتين هما أغلى من الكنز الحقيقي للإنسان فبهما يحقق أمنياته ويعيش بنعمة الخالق الكاملة على بني البشر.
وفي عام 2007 أنشأ ميسي مؤسسة ليو ميسي، وهي مؤسسة خيرية تساهم في تأمين التعليم والرعاية الصحية للأطفال. وفي عام 2010 تم تعيين ميسي سفيراً للنوايا الحسنة لليونيسيف، وذلك بهدف دعم حقوق الطفل.
ولكن الأهم أنه إذا ما نظرت في بدايات ميسي فتجد أنه ينحدر من أسرة فقيرة، فوالده خورخي هوراسيو ميسي، عامل في أحد المصانع، ووالدته سيليا ماريا كوتشيتيني عاملة نظافة.. أي أن جوهر هذا اللعب لم يتغير ومعدنه ما زال أصيلاً رغم الشهرة والمجد الذين نالهما والمال الذي أُغدق عليه والعروض التي إنهالت عليه.
ميسي عليه تحقيق حلمين حتى يلامس المجد الكروي الحقيقي، كأس العالم وكوبا أميركا، وبهذا يكون قد جمع المجد من أطرافه وعندها يمكن للأرجنتينيين أن "يتناسوا" دييغو أرماندو مارادونا لبرهة.. لأن مارادونا لا يمكن لهم أن ينسوه فهو من قاد بلاده إلى أول لقب مونديال خارج الأرجنتين وهو من قاد كوكبة صغيرة مغمورة عام 1986 إلى لقبٍ غالٍ وإلى مجدٍ عالٍ، ولكن ميسي تفوق على مارادونا بتواضعه وعدم وقوعه في مطب الغرور.
وبالتأكيد فإن نهاية العام ستحمل لميسي المزيد من الألقاب الشخصية والفردية إذا ما إختير أفضل لاعب في العالم، ولكن الأهم أنه الأفضل من حيث الإنسانية وحب الآخرين والتواضع مع معجبيه وحتى منتقديه.