منح الرئيس الألماني المؤقت هورشت سيهوفر سائق ريد بول-رينو سيباستيان فيتل أرقى جائزة رياضية في ألمانيا، وهي ورقة الغار الذهبية "سيلبيرن لوربيربلات"، وذلك اعترافاً بالإنجاز الذي حققه الموسم حين توج بلقب بطولة العالم لسباقات فورمولا وان للمرة الثانية على التوالي.
وقال فيتل بعد تسليمه الجائزة المرموقة، اليوم الجمعة في قصر الرئاسة الألمانية في برلين: "أنا أحصد الكؤوس لكن هذه الجائزة مميزة جداً، لأننا لا نحصل عليها على الأرجح سوى مرة واحدة في حياتنا.. أنا بالتالي فخور جداً".
وأصبح فيتل (24 عاماً) ثاني سائق بعد الأسطورة ميكايل شوماخر، الذي أحرز لقب بطولة العالم لسباقات فورمولا وان سبع مرات (رقم قياسي)، ينال هذه الجائزة المرموقة التي تكرِّم الرياضيين أو الفرق الذين يحققون الإنجازات على الساحة الدولية أو لأنهم يشكلون قدوة يحتذى بها.
ويبدو فيتل مجدداً المرشح الأوفر حظاً للفوز باللقب العالمي للمرة الثالثة على التوالي، وذلك استناداً إلى النضوج المتدرج الذي أظهره خلال مشواره في العامين الأخيرين.
وإذا كان هناك مَن اعتبر أن فوز فيتل باللقب العالمي عام 2010 جاء بمساعدة الحظ، بعد أن فشل منافسه الإسباني فرناندو ألونسو في احتلال أحد المراكز الأربعة الأولى في المرحلة الأخيرة، فإن سائق رد بول-رينو أكد في 2011 أنه "ملك" دون منازع بعد أن هيمن على مجريات البطولة تماماً، ليصبح أصغر سائق يحتفظ باللقب.
يبدو أن "سيب" على خطى الأسطورة ميكايل شوماخر، الذي حصد الغالبية العظمى من الأرقام القياسية، خصوصاً أن سائق ريد بول-رينو توِّج باللقب العالمي مرتين خلال أربعة مواسم كاملة له في رياضة الفئة الأولى، التي بدأ مشواره فيها عام 2006 كسائق التجارب في بي ام دبليو ساوبر قبل أن يمنحه فريق تورو روسو فرصة خوض موسم بأكمله في سباقات الفئة الأولى عام 2008 حين أصبح أصغر سائق يفوز بأحد السباقات، وكان ذلك في جائزة إيطاليا حين كان يبلغ 21 عاماً و74 يوماً.
أضاف فيتل هذا الانجاز إلى ذلك الذي حققه عام 2007 عندما أصبح أصغر سائق يحرز نقطة في البطولة (19 عاماً و349 يوماً)، وذلك عندما حل ثامناً في جائزة الولايات المتحدة الأميركية، متفوقاً على انجاز البريطاني جنسون باتون (كان يبلغ 20 عاماً و67 يوماً حين حل سادساً في سباق البرازيل عام 2000).
أصبح فيتل بعدها ملك الأرقام القياسية من حيث صغر السن، حيث بات أيضاً أصغر سائق يتصدر سباقاً، والأصغر الذي ينطلق من المركز الأول والأصغر الذي يفوز باللقب العالمي، والأصغر الذي يحتفظ باللقب العالمي، وقد حقق الأخير في 2011 خلال جائزة اليابان الكبرى حين حسم اللقب العالمي ليجرد ألونسو من لقب أصغر سائق يحتفظ باللقب بعد أن تفوق على الأخير بفارق حوالي عام، لأنه أحرزه وهو يبلغ 24 عاماً و3 أشهر و6 أيام.
واستحق فيتل هذه الجائزة المرموقة التي نالها اليوم، لأنه كان ملك كل شيء في 2011، إذ انطلق من المركز الأول في 15 سباقاً من أصل 19، ليحطم الرقم القياسي الذي حققه البريطاني نايجل مانسل خلال موسم 1992 (14 مرة)، كما أنه كان قاب قوسين أو أدنى من معادلة إنجاز الأسطورة شوماخر من حيث عدد الانتصارات في موسم واحد (13 عام 2004)، لو لم يهجره الحظ في ابوظبي بسبب ثقب في إطار سيارته (انسحب في اللفة الأولى)، ثم في السباق الختامي على حلبة انترلاغوش البرازيلية حين واجهته مشكلة في علبة السرعات (حل ثانياً).
لم يمنح فيتل، الذي صعد إلى منصة التتويج في ست مناسبات إلى جانب احرازه لقب 11 سباقاً، أية فرصة لمنافسيه من أجل الدخول معه في صراع على اللقب العالمي، ومنهم زميله الأسترالي مارك ويبر، الذي حاول يائساً اللحاق بالسائق الألماني دون أن ينجح في مسعاه، مما يؤكد موهبة "سيب" لأن السائقين يملكان السيارة ذاتها.