قبل هدفي سانتي كازورلا وماركوس سيينا في شباك إيكر كاسياس، كانت أغلب التوقعات تُشير إلى أن السباق نحو لقب الدوري الإسباني لكرة القدم هذا الموسم شبه محسوم للمتصدر ريال مدريد الذي أوصل الفارق إلى 10 نقاط، لكن خسارة الفريق الملكي لأربع نقاط أمام كل من ملقا وفياريال أجّجت صراعه مع غريمه التقليدي برشلونة قبل 7 جولات من إسدال الستار وإعلان البطل.
طريق ريال محفوف بالصعاب
تتباين الاختبارات السبع التي تنتظر كُلاً من المتصدر ووصيفه قبل تحديد هوية البطل، فيبدو على الورق أن حلبة ريال يتخللها منافسون أشداء، إذ سيقابل فريق العاصمة الإسبانية فِرق القسم الأعلى من الترتيب في ست مناسبات ـ بما فيهم منافسه برشلونةـ ضمن المرحلة 35 في "كلاسيكو" منتظر سترسم نتيجته الملامح النهائية للسباق بنسبة كبيرة، دون أن ننسى أفضليّة النقاط الست التي حافظ عليها ريال في المباراتين السابقتين أمام ريال سوسييداد وأوساسونا إثر فوزه عليهما بنتيجة واحدة (5-1) واستعادته لمعنويات البطل .
وقبل مواجهة برشلونة، على الـ"ميرنغي" أن يتجنب التعثر في لقائين بالغي القوة أمام فالنسيا (الثالث) في "سانتياغو برنابيو"، وأتلتيكو مدريد (السابع) على ملعب "فيسنتي كالديرون"، ثم يعود للديار مستقبلاً خيخون صاحب المركز الأخير في لقاء قد يبدو في المتناول، إلا أن الفرق المُهددة بالهبوط لطالما ضاعفت من جهودها في الأمتار الأخيرة.
وبعد عودته من "الكامب نو" لن يعرف لاعبو المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو طعماً للراحة، إذ إنهم بانتظار منافسَين يطمحان لدخول المراكز المؤهلة على البطولات الأوروبية وهما إشبيلية في مدريد، وأتلتيك بلباو توالياً، وهذا الأخير لن يدّخر جهداً في تحقيق نتيجة تشرفه أمام جماهيره في "سان ماميس" الملعب الذي يؤلف أحد أكثر نقاط قوة الفريق الباسكي في اصطياد منافسيه أوروبياً ومحلياً.
يذكر أن مواجهة ريال لبلباو كانت قد تأجلت من المرحلة 20 الأولى في الإياب التي سيواجه فيها برشلونة فريق ملقا.
ويختتم ريال رحلته في الدوري بمواجهة ريال مايوركا في وقت قد لا يكون وضع الفريق الملكي محتاجاً فيه للنقاط الثلاث، فيما سيكون التتويج بفوز على الأرض أمراً رائعاً للجماهير المدريدية المُتعطشة للقب بعد ثلاث سنوات عِجاف.
ويعتمد ريال في الدرجة الأولى للبقاء على القمة وكسر احتكار المنافس الأزلي برشلونة في السنوات الماضية التوهج الهجومي الذي أوصله إلى (100 هدف حتى الآن بعد انقضاء 30 جولة) بقيادة رائد هدافي الليغا البرتغالي كريستيانو رونالدو (37 هدفاً)، والمُتألق الفرنسي كريم بنزيمة (17 هدفاً) الذي يثبت جولة بعد أخرى أنه أحد أكثر صفقات ريال نجاحاً في السنوات الأخيرة، والعائد إلى مستواه الأرجنتيني غونزالو هيغوايين (20 هدفاً)، ومن خلفهم فريق متكامل يقوده ربان يشتغل على الجانبين التكتيكي والمعنوي عماداً لأي بطولة يخوضها، ويُلقب بالرجل الأول في عالم التدريب...البرتغالي جوزيه مورينيو.
قوة برشلونة بانتظار عثرات ريال
سيكون محتماً على حامل اللقب برشلونة ألا يفرط في أي نقطة في جولاته السبع المتبقية، إذا ما أراد الحفاظ على حظوظه كاملة بانتظار أي زلة من ريال، ولأن أمر البطولة ليس في أقدام لاعبي جوسيب غوارديولا فإنهم سوف يخوضون كل لقاء بعين على المنافس وعين على مباراة ريال من المرحلة ذاتها.
وتبدو اختبارات الفريق الكتالوني أقل صعوبة "نظرياً" وفي المُجمل من نظيراتها عند الأبيض الملكي، لكنها ليست سهلة على الإطلاق في المواجهات الثلاثة التي ستسبق صِدام الـ"كلاسيكو"، فالأول سيسافر لملاقاة ريال سرقسطة المُكافح لتحقيق مركز آمن على سلم الترتيب الذي تحسنت نتائجه على نحو لافت في الآونة الأخيرة (حقق 3 انتصارات متتالية)، ثم عليه أن يمحو على ملعبه "كامب نو" ذكرى الخسارة من خيتافي في الذهاب (1-0)، قبل أن يرحل للقاء ليفانتي الساعي لمزاحمة ملقا على المركز الرابع.
وبعد الكلاسيكو سيلتقي برشلونة منافسه رايو فاليكانو على أرض الأخير، ثم يستقبل ملقا صاحب العروض الممتازة هذا العام، ويختتم موسمه في الدوري بمواجهة ريال بيتيس.
ويفسر بعض المحللين تراجع برشلونة إلى المركز الثاني بحاجته لمهاجم صريح في مناسبات عدة بعد إصابة ديفيد فيا في كأس العالم للأندية، و هبوط مستوى بعض اللاعبين أمثال جيرارد بيكيه، وغياب بدرو رودريغزعن أدواره التي كان يقوم بها سابقاً، والإصابات المُتلاحقة التي أنهكت الفريق في وقت سابق، إضافة إلى التعب الذي أصاب اللاعبين من جراء المنافسة على بطولات أربع هذا الموسم (الدوري والكأس ودوري الأبطال وكأس أندية العالم) رغم أنه أمر معتاد في الفريق الكتالوني.
الحفاظ على التقاليد
يعيب البعض على الدوري الإسباني أنه صراعٌ ثنائيٌ فقط في دوري يضم عشرين فريقاً، لكن تألق الأندية الإسبانية في الدوري الأوروبي هذا العام (وصول ثلاث فرق إلى الدور الربع النهائي) يجعل قطبي الليغا ريال وبرشلونة في قلق دائم من أي تعثر يُفقد أحدهما النقاط في صراعه مع الآخر، وإذا كان بريق برشلونة لم يخبُ، وكانت قوته الكامنة في الفلسفة الهجومية المعتمدة على انسجام العناصر والسيطرة على الكرة لم تتراجع، فإن ريال يسطّر واحداً من أكثر المواسم توازناً في الأداء المُبهر والنتائج الممتازة في زمن يُقال إنه زمن برشلونة.