يدخل قطار الدوري الإنكليزي منعطفه الأخير وسط منافسة شرسة لتحديد بطل المسابقة بين قطبي مدينة مانشستر، يونايتد المتصدر وسيتي ملاحقه، حيث سيلتقي الأول مع أستون فيلا يوم الأحد القادم بينما سيحل الثاني ضيفاً على نوريتش سيتي غداً السبت وذلك ضمن المرحلة الرابعة والثلاثين من عمر البطولة.
وستنطلق المرحلة بمواجهة سندرلاند وولفرهامبتون، فيما سيحل كوينز بارك رينجرز اللندني ضيفاً على ويست بروميتش ويستضيف سوانسي سيتي بلاكبيرن، وستختتم الجولة بمواجهة قوية ستجمع بين الآرسنال وضيفه ويغان المنتشي بفوزه المفاجئ على مانشستر يونايتد يوم الأربعاء الماضي.
وتأجلت أربع مباريات من هذه المرحلة نظراً لانشغال فرق تشلسي وتوتنهام وليفربول وإيفرتون بخوض نصف نهائي كأس الاتحاد الإنكليزي غداً وبعد غد حيث سيواجه ستوك سيتي إيفرتون، وليفربول فولهام يوم الثلاثاء الأول من أيار/مايو القادم، وفي اليوم الذي يليه سيلعب تشلسي مع نيوكاسل وبولتون مع توتنهام هوتسبير.
مانشستر يونايتد – أستون فيلا
ستسلط الأضواء بقوة في المرحلة القادمة على مواجهة مانشستر يونايتد المتصدر برصيد 79 نقطة مع ضيفه أستون فيلا الخامس عشر برصيد 35 نقطة، ويسعى يونايتد في مواجهته القادمة إلى إيقاف نزيف النقاط واستعادة التوازن سريعاً بعد الصدمة العنيفة التي تلقاها رجال السير أليكس فيرغوسون بخسارتهم أمام ويغان الذي يصارع من أجل الهروب من القاع بهدف دون رد في المرحلة الماضية، وهي الخسارة التي قلصت الفارق بين الشياطين الحمر ومنافسهم اللدود مانشستر سيتي إلى خمس نقاط فقط، وبالتأكيد فإن إضاعة أي نقاط أخرى ستضع أصحاب الصدارة في وضع حرج خاصة وأنهم يطمحون إلى إنقاذ موسمهم بعد خروجهم على نحو مهين من معظم البطولات التي شاركوا فيها جراء نتائجهم المخيبة خاصة على الصعيد الأوروبي.
وكان مانشستر يونايتد قد أنهى بخسارته أمام ويغان مسيرة انتصارات بالغة التميز في الدوري المحلي، حقق فيها الفوز في ثماني مواجهات متتالية بدأها بالفوز على ليفربول بهدفين مقابل هدف في الحادي عشر من شباط/فبراير الماضي واختتمها بفوز سهل على كوينز بارك (2-0) في الثامن من الشهر الحالي.
واعتلى مانشستر يونايتد صدارة المسابقة بعد أن فاز في 25 مباراة، 13 منها على أرضه و12 خارج قواعده فيما تعادل في أربع مواجهات واحدة منها في معقله أولد ترافورد وثلاث خارج ملعبه ولقي أربع هزائم اثنتين منها على أرضه، وسجل الشياطين الحمر خلال المواجهات السابقة 78 هدفاً واهتزت شباكهم 26 مرة منها 13 مرة على ملعبهم، ومنطقياً توضح كل هذه المعطيات تفوق أصحاب الصدارة على ملعبهم ووسط جماهيرهم، وتجعلهم في وضعية مريحة عند مواجهتهم لأستون فيلا الذي يعيش أحد مواسمه الأكثر سوءًا على الإطلاق، ويقبع في المركز الخامس عشر بـ 35 نقطة، وهو مركز متقهقر كثيراً لهذا الفريق الذي اعتاد أن يكون بين فرق المقدمة في المسابقة، إذ حصل على المركز السادس في المواسم الثلاث قبل الماضية، فيما تراجع قليلاً وحل في المركز التاسع في الموسم الماضي (2010-2011)، وبالتأكيد فإن الفريق وجماهيره يشعرون بحزن كبير هذه الأيام لأنها المرة الأولى التي يواجه فيها "فيلا" شبح الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى من سنوات طويلة.
ويؤخذ على أستون فيلا عدم القدرة على حسم النتائج لصالحه في معظم المباريات التي خاضها حيث حقق الفوز في سبع مباريات فقط منها ثلاث خارج ملعبه، فيما تعادل في 14 مواجهة (أكثر فرق البطولة تعادلاً)، ولقي الهزيمة في 11 مباراة.
ويعاني لاعبو الفريق ومدربهم أليكس ماكليش ضعفاً واضحاً في الهجوم حيث أحرزوا 35 هدفاً، سجلوا 17 منها خارج ملعبهم، مع أن الفريق يضم في صفوفه دارين بينت مهاجم المنتخب الإنكليزي الذي سجل 9 أهداف هذا الموسم.
وبصورة عامة فقد التقى الفريقان في السابق في 152 مواجهة انتهت 77 منها لصالح مانشستر يونايتد فيما فاز فيلا في 38 مباراة وتعادل الفريقان في 37 مباراة.
وانتهت مواجهة الذهاب بين الفريقين في الموسم الحالي بفوز مانشستر يونايتد بهدف دون رد، علماً بأن الفريقين تعادلا في ذهاب الموسم الماضي (2-2) بينما فاز الشياطين الحمر إياباً في مانشستر (3-1)
نوريتش سيتي - مانشستر سيتي
على الجانب الآخر يتشبث لاعبو مانشستر سيتي ومدربهم الإيطالي روبيرتو مانشيني بأمل العودة مجدداً إلى الصدارة عن طريق مواصلة الضغط على يونايتد وانتظار تعثره للانقضاض على قمة الترتيب.
وكان سيتي قد تنازل طوعاً عن الصدارة بعد نتائجه المخيبة في الأسابيع الأخيرة، إذ حقق الفريق الملقب بالـ"سيتيزينز" انتصارين فقط في المواجهات الستة الأخيرة التي خاضها في المسابقة، والداعي للإحباط لدى لاعبي الفريق أنهم بعد أن تخطوا أصعب الاختبارات في الدوري بنجاح كبير تمثل في فوزهم على توتنهام (5-1) ومانشستر يونايتد (6-1) وليفربول (3-0)، عادوا فأضاعوا عدداً من النقاط في مواجهة فرق سهلة نسبياً، حيث خسروا من سوانسي (0-1) وتعادلوا مع ستوك سيتي وساندرلاند (1-1) و(3-3) على التوالي، قبل الخسارة أمام آرسنال (0-1).
ومع الفوز العريض الذي حققه سيتي في الجولة الماضية على ويست بروميتش برباعية نظيفة، فإن الضغط لازال شديداً على الفريق، وخاصة مانشيتي الذي يواجه بشدة خطر الإقالة في نهاية هذا الموسم، لأنه خرج خالي الوفاض من كل البطولات التي شارك فيها، وفي مقدمتها بطولتا دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي.
وتشير محصلة أداء مانشستر سيتي في الموسم الحالي إلى أن الفريق يواجه صعوبة كبيرة عندما يخوض مباريات خارج ملعبه إذ إنه لقي الخسارة في خمس مباريات كانت كلها خارج قواعده كما تعادل في خمس مباريات كانت واحدة منها فقط على أرض ملعبه الاتحاد، فيما نجح في تحقيق الفوز في 23 مباراة كان 16 منها على أرضه.
في المقابل يمر نوريتش سيتي الذي صعد حديثاً إلى الدوري الممتاز والذي سيستضيف مانشستر سيتي غداً السبت على ملعبه "كارو رود" المتسع لـ 27 ألف متفرج بأفضل مراحله، فالفريق يحتل المركز العاشر برصيد 43 نقطة ونجح في جمع سبع نقاط من أصل 12 نقطة نافس عليها في المباريات الأربعة الأخيرة التي خاضها في المسابقة.
ويعد نوريتش على حداثة عهده بالدوري الممتاز رقماً صعباً في المسابقة إذ إنه فاز في 11 مباراة وتعادل في 10 وخسرفي 12، علماً بأنه حقق تفوقاً واضحاً على ملعبه إذ فاز في ست مواجهات وتعادل في ست وخسر أربعة فقط، وهو ما يجعل مهمة مانشستر سيتي صعبة في مباراة الغد.
ويصب تاريخ مواجهات الفريقين في مصلحة مانشستر سيتي حيث التقى الفريقان في 44 مباراة؛ فاز سيتي في 23 مواجهة، وخسر في 5 منها، وتعادل الفريقان في 16 مواجهة.
آرسنال – ويغان
وضمن المرحلة ذاتها يلتقي آرسنال صاحب المركز الثالث برصيد 64 نقطة على أرضه مع ويغان السابع عشر برصيد 31 نقطة، في مواجهة يعتبرها آرسنال بوابة الانفراد بالمركز الثالث المؤهل مباشرة للمشاركة في دوري أبطال أوروبا خاصة أن توتنهام منافسه المباشر على هذا المركز يعاني من تراجع مستواه بشكل كبير في الفترة الأخيرة حيث حقق فوزاً واحداً فقط في آخر خمس مواجهات خاضها في البطولة.
ويعيش آرسنال أفضل أوقاته حالياً بسبب نتائجه الرائعة في الفترة الأخيرة ففي آخر عشر مباريات خاضها في الدوري فاز في تسع لقاءات ولقي خسارة واحدة فقط، وسجل الفريق 66 هدفاً (ثالث أقوي خط هجوم) ودخل مرماه 41، كما أنه حقق الفوز في 20 مباراة وتعادل في أربع وخسر تسع لقاءات، علماً بأنه على أرضه فاز في 12 مباراة وتعادل مرتين وخسر مثلهما، وهو ما يجعل كفته هي الأرجح في مباراته أمام ويغان الذي يكافح بشدة من أجل الابتعاد عن منطقة الخطر والتي يفصله عنها نقطتين فقط.
ونجح ويغان في الفوز في ثلاث مباريات من آخر أربع خاضها في المسابقة وهي التي أحيت آماله في البقاء ضمن أندية النخبة الإنكليزية ولا شك في أن فوزه على مانشستر يونايتد أعطى لاعبيه دفعة معنوية هائلة ستجعلهم يقاتلون في ملعب الإمارات بغية اقتناص نقطة واحدة فقط على الأقل من المدفعجية.
وانتهت المواجهة السابقة بين الفريقين هذا الموسم بفوز آرسنال برباعية نظيفة، علماً بأنهما تواجها في 17 مباراة سابقة انتهت 13 منها لصالح آرسنال وحسم ويغان مباراتين لصالحه بينما تعادل الفريقان في مباراتين.
وصمن المرحلة ذاتها يستعد سندرلاند الحادي عشر برصيد 42 نقطة للانقضاض على ضيفه ولفرهامبتون الأخير (22 نقطة) والذي يستعد للعودة إلى دوري الدرجة الأولى، بينما سيصطدم وست بروميتش ألبيون الثالث عشر (39 نقطة) بكوينز بارك رينجرز صاحب المركز السادس عشر (31 نقطة)، الذي يقاتل هو الآخر من أجل البقاء في المسابقة، فيما سيحل بلاكبيرن صاحب المركز قبل الأخير برصيد 28 نقطة ضيفاً على سوانسي الرابع عشر برصيد 39 نقطة.