هي مباراة الكلاسيكو الثالثة في غضون عشرة أيام ، والصراع الجديد بين البرتغالي جوزيه مورينيو والأسباني جوسيب جوارديولا ، المدربين اللذين سيسخران قدراتهما الكبيرة لخدمة صراع تكتيكي يعد غدا الأربعاء بتقريب كرة القدم من الشطرنج.
يلتقي ريال مدريد وبرشلونة غدا الأربعاء في ذهاب الدور قبل النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم على ملعب "سانتياجو برنابيو" بالعاصمة الأسبانية ، الذي سيعاش بالقلب في المدرجات وبالعقل على مقاعد المدربين.
ولم تحبط مباراة نهائي كأس الملك الأربعاء الماضي والتي انتهت بفوز الفريق الملكي 1/ صفر ، أيا من الجمهورين ، وقدم الغريمان التاريخيان عرضا جديرا بفريقين ينظر إليهما على أنهما الأشهر والأقوى في العالم.
كما لم يحبط المدربان أحدا ، بعد أن قدما خططا تكتيكية جديرة بالاهتمام ، بدءا بمورينيو الذي وجد حلولا لوقف شلال برشلونة الهجومي بوضع مواطنه بيبي المدافع في خط الوسط فارضا المزيد من الضغوط على مقدمة خصمه.
لكن الآن يأتي موعد جديد وكلا المدربين بات عليه إيجاد طرق لمباغتة منافسه ، وتصحيح أخطائه ، وزيادة فعالية ما آتي ثماره في الماضي.
وبات من المؤكد أن يلعب مورينيو بطريقة تشبه مباراة الأربعاء ، أي بالدفع ببيبي في خط الوسط ليكون ترمومتر أداء الفريق.
لكن إلى جواره لن يكون الألماني سامي خضيرة حاضرا ، لذا سيتحتم على مورينيو اللجوء إلى الفرنسي لاسانا ديارا. ورغم أن الأخير ينقل الكرة أفضل من لاعب الماكينات ، إلا أنه أقل منه تركيزا.
كما لن يتمكن البرتغالي ريكاردو كارفاليو من اللعب للإيقاف والبدائل المتاحة إما راؤول ألبيول أو الأرجنتيني إيزيكيل جاراي ، علما بأن الأسباني طرد خلال مباراة الفريقين في الدوري وهو ما قد يقلل من فرصه أمام اللاتيني.
كما أن مورينيو عليه أن يقرر إذا ما كان سيدفع في الهجوم مرة أخرى بالثلاثي المكون من البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني أنخل دي ماريا والألماني مسعود أوزيل ، وذلك هو الخيار الأقرب.
وكريستيانو مكانه محجوز بكل تأكيد ودي ماريا يبدو عظيم الفائدة لوقف غارات الظهير الأيمن البرازيلي داني ألفيش. لذا ربما يكون الخلاف الوحيد دائرا حول الاختيار بين مهارة أوزيل وتمريراته الحاسمة وقدرة التوجولي إيمانويل أديبايور على الاحتفاظ بالكرة.
الأمر المثير للانتباه هو أن مقاعد البدلاء في ريال مدريد ستضم بشكل شبه مؤكد الثلاثي الأرجنتيني جونزالو هيجوين والفرنسي كريم بنزيمة والبرازيلي كاكا ، الذين قادوا الفريق نحو الفوز يوم السبت الماضي على بلنسية صاحب المركز الثالث في جدول الدوري الأسباني بملعبه 6/3 .
وماذا عن برشلونة؟ عانى الفريق في كأس الملك ويرى كثير من المحللين أن على جوارديولا تقديم الجديد على المستوى الخططي. لكن على خلاف مقعد البدلاء الرهيب الذي يملكه مورينيو ، لا توجد لدى جوارديولا الكثير من الخيارات بسبب بعض الإصابات داخل فريق ينظر إليه في الأصل على أنه محدود.
وربما ليس أدل على ذلك من أن الفريق سيخوض مباراة غد ، وهو يعاني من إصابة جميع لاعبيه في مركز الظهير الأيسر وهم البرازيليان ماكسويل وأدريانو كوريا والفرنسي إريك أبيدال.
لذلك ، لم يعد يبقى أمام جوارديولا سوى وضع القائد كارليس بويول (الذي غاب عن مباراة نهائي الكأس بسبب الإصابة) في الجبهة اليسرى من الدفاع ، والإبقاء على لاعب الوسط الأرجنتيني الدولي خافيير ماسكيرانو في مركز قلب الدفاع كما فعل الأربعاء.
وأمام هذه الإمكانية ، من المحتمل أن يراهن جوارديولا على خط دفاع بثلاثة لاعبين مع نقل الظهير الأيمن البرازيلي دانييل ألفيش إلى خط الوسط.
لكن المدرب الكتالوني لا يمكنه تقليل الاهتمام بخط دفاعه ، في الوقت الذي يبحث فيه عن طريقة لوقف البرتغالي كريستيانو رونالدو ، الذي قدم واحدة من أفضل مبارياته في نهائي الكأس اختتمها بإحراز هدف اللقاء الوحيد.
كما يتحتم على جوارديولا إيجاد حلول للضغط الذي يفرضه ريال مدريد في الوسط ، وهو ما قد يدفعه لزيادة عدد لاعبيه في تلك المنطقة بالدفع بالمالي سيدو كيتا في خط الوسط ونقل أندريس إنييستا إلى مركز المهاجم الثالث بدلا من بدرو رودريجيز الذي سيجلس حينها بديلا.
لكن الأمور ازدادت سوءا بعد أن اتضح أن إنييستا يعاني من تقلص عضلي خفيف ، الأمر الذي يزيد الضغوط على المدرب.
لكن الوقت بات متأخرا للتخلي عن فلسفة أثمرت كل هذا النجاح ، وهو ما دفع أندوني زوبيزاريتا السكرتير الفني لبرشلونة لأن يصرح قبل الوصول إلى مدريد: "سنحاول فعل ما نجيده ، وهو الهجوم ومحاولة التسجيل".