تترقب إسبانيا كلها باهتمام كبير المعسكر المقبل لمنتخب البلاد لكرة القدم بعد الأحداث التي شهدتها سلسلة مباريات الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة، إذ بات أشبه باختبار حقيقي لمهارات المدير الفني للفريق فيسنتي دل بوسكي في إعادة الوئام والألفة بين اللاعبين.
ورغم أن الإدارة الفنية للاتحاد الإسباني لكرة القدم تجتهد من أجل الحديث عن طبيعية الأوضاع، لا أحد يمكنه أن ينفي أن معسكر المنتخب الذي ينطلق في 31 أيار/مايو الجاري سيكون مختلفاً تماماً لأنه الأول بعد سباق الكلاسيكو.
وكانت مباريات الكلاسيكو الأخيرة مضرة، على الأقل من وجهة النظر الجماعية، وتسببت في حالات انشقاق كثيرة داخل الصفوف.
والآن يعود هؤلاء اللاعبين إلى اللقاء من أجل مواجهة الولايات المتحدة وفنزويلا في الرابع والسابع من حزيران/يونيو المقبل ودياً، في رحلة طويلة سيكون على اللاعبين والصحفيين على حد سواء ملأها بالأحداث.
ولن يغيب عن قائمة المباراتين سوى كارلس بويول وتشافي هيرنانديز لاعبي برشلونة، اللذين منحهما دل بوسكي فرصة لالتقاط الأنفاس بسبب متاعب بدنية، وفيما عدا ذلك سيكون جميع نجوم الناديين الكبيرين حاضرين.
ومما لا شك فيه أن أموراً كثيرة قد حدثت في مباريات الكلاسيكو وأن بعض اللاعبين لم يسيطروا على مشاعرهم، حتى ولو حاول بعضهم التأكيد على أن الأمور هدأت وأن العصبية كانت مرتبطة بأرض الملعب فقط، مثلما فعل إيكر كاسياس أو دافيد فيا مؤخراً.
ولم يكن دل بوسكي بمنأى عن تلك الأحداث، وإن كان قد تعامل معها دوماً بشيء من الحذر. وقال المدير الفني في مؤتمر صحفي قبل يومين: "نتمنى ألا يكون هناك أي جرح. في الوقت الحالي لا نعرف إذا ما كانت هناك مشكلات. لكن لو كانت هناك مشكلات فسنتعامل معها بشكل طبيعي تماماً".
وخلال مشواره مع التدريب، دائماً ما تلقى دل بوسكي المديح لقدرته على السيطرة على فرق صعبة، مثلما فعل مع فريق "الغالاكتيكوس" لريال مدريد.
لكنه منذ تولى تدريب المنتخب، لم يكن عليه أن يخمد حريقاً كالذي أشعلته مباريات الكلاسيكو، لأنه عندما وصل إلى المنصب وجد نفسه أمام فريق متناغم تماماً كان قد صنعه سلفه لويس أراغونيس، وانصب دوره الرئيسي على تهدئة العلاقات مع الوسط الخارجي للفريق.
أما الآن فدل بوسكي لديه مهمة داخلية، وتبدو إسبانيا كألد أعداء نفسها، وهو وضع لن تكون مواجهته سهلة على أي مدرب ، حتى ولو كان الهادئ دل بوسكي.