قدمت ماكينة وسط الملعب التي كانت وراء فوز اسبانيا بلقب كأس العالم للمرة الأولى نفس الأداء الذي لا يرحم ليحصد برشلونة رابع لقب في دوري أبطال اوروبا لكرة القدم باستاد ويمبلي الساحر أمس السبت.
وفي ظل التفوق الفني والخططي والمزاجي وبقيادة العبقري ليونيل ميسي سحق برشلونة مانشستر يونايتد بمنطق بسيط وهو انه بدون الكرة لا يمكن أن تسبب لمنافسك الكثير من الخسائر.
ومن المؤكد أن شعورا مألوفا بالحزن انتاب المدرب اليكس فيرجسون وثمانية من 11 لاعبا كانوا ضمن التشكيلة الأساسية ليونايتد في نهائي البطولة قبل عامين في روما بعدما فاز برشلونة امس 3-1 وهي نتيجة كان من الممكن أن تزيد عن ذلك بسهولة.
وفي المباراة التي جرت في روما عام 2009 مثل لقاء الأمس بدأ يونايتد بالضغط على الفريق القطالوني وتهديد دفاعه لكن بدون خطورة حقيقية.
ومثل نهائي 2009 ايضا احتاج وسط برشلونة نحو عشر دقائق فقط ليفرض سيطرته ويقود الفريق لانتصار مقنع بهدفين مقابل لا شيء.
وعلى عكس ما حدث في روما عندما خسر يونايتد 2-صفر تعافى الفريق الانجليزي من هدف سكن مرماه في الشوط الأول ليدرك التعادل بعدما سدد وين روني في المرمى منهيا تحركا جيدا بدأه بنفسه.
واذا كانت هناك أي اشارة على أنه سيمضي قدما نحو الفوز رغم أنه نادرا ما كان يتناقل الكرة فان ذلك انتهى تماما باداء لا يرحم من برشلونة في الشوط الثاني.
وسجل ثلاثة مهاجمين الأهداف الثلاثة - إذ أعقب ميسي الهدف الافتتاحي الذي أحرزه بيدرو في الشوط الأول بتسجيل الهدف الثاني بنفسه والمساعدة في صناعة الهدف الثالث لديفيد بيا بعد مرور مهين من ناني في الجانب الأيمن - لكن هذا الانتصار تحقق بالعمل غير العادي في وسط الملعب.
وتراجع تشابي باستمرار للوراء ليشق طريقه للأمام ووجد مساحة بدا لا احد فيها بفضل دقة لمسته وعينه على التمريرة السليمة - وهي التمريرة المثالية كما يبدو عند مشاهدة الاعادة.
وحافظ انيستا - الذي سجل هدف الفوز في نهائي كأس العالم على هولندا في جنوب افريقيا العام الماضي - على نفس ايقاع التمرير وسعى مع تشابي الى ايصال الكرة الى ميسي في الوسط أمام منطقة الجزاء.
ومرر تشابي 124 تمريرة صحيحة من بين 136 تمريرة بينما مرر انيستا بنجاح 98 مرة من بين 107 تمريرات.
وبلغت نسبة استحواذ برشلونة على الكرة 63 بالمئة وكان من الممكن أن تزيد اذا لم يشعر الفريق القطالوني بالراحة ليهديء من ايقاع لعبه في الدقائق الأخيرة لتفوقه بفارق هدفين.
ولم يكن هناك مفاجأة في ذلك ولم يكن هناك شيء لم يره فيرجسون والجميع في عدد لا يحصى من المرات الأخرى عند مشاهدة اسبانيا وبرشلونة لكن التنفيذ كان بارعا للغاية لدرجة أن مدرب يونايتد اعترف بأن فريقه كان عاجزا.
وقال فيرجسون "أعتقد أن ما حدث الليلة كان واضحا. كنا نعرف أننا سنواجه فريقا جيدا قبل المباراة وخططنا لها بافضل ما نستطيع."
وأضاف "لكنهم يفتنون المرء باسلوبهم في التمرير. بالطبع كثيرون قالوا ذلك."
واذا كان فيرجسون شعر بحزن تكرر من قبل فان نظيره في برشلونة كان يمرح في أجواء مألوفة.
وشهد استاد ويمبلي القديم فوز برشلونة بأول لقب له في كأس اوروبا عام 1992 بمساعدة لاعب الوسط البارع الذي تعلم خطواته الأولى على يد المدرب في هذا الوقت يوهان كرويف.
وكان جوارديولا لاعبا رائعا في برشلونة لكنه كمدرب بلغ افاقا أروع.
وبقيادة تشابي وهو اللاعب الذي خلفه في الفريق القطالوني لعب برشلونة بطريقة أقرب للكمال أمس السبت لينتزع لقبه الثاني في دوري أبطال اوروبا في ثلاث سنوات.
وقال جوارديولا في تلخيص لفلسفته "أكثر ما يشعرني بالفخر هو الطريقة التي نلعب بها."
وأضاف "ليس من السهل اللعب هكذا لكننا نجحنا في ذلك وأنا سعيد للغاية الليلة. إنها نتيجة جيدة جدا."