بعد 48 ساعة فقط من إمساك نجوم التانجو الأرجنتيني بطوق النجاة والعبور إلى بر الأمان ببلوغ دور الثمانية في بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) المقامة حاليا بالأرجنتين ، يأمل راقصو السامبا البرازيلية في اللحاق بهم من نفس مركز الإنقاذ باستاد "ماريو ألبرتو كيمبس" في مدينة كوردوبا.
وشهد هذا الاستاد في ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء (بتوقيت جرينتش) فوزا ساحقا 3/صفر للمنتخب الأرجنتيني على نظيره الكوستاريكي في الجولة الثالثة من مباريات المجموعة الأولى بالدور الأول للبطولة لينتزع أصحاب الأرض تأشيرة التأهل لدور الثمانية برفع رصيدهم إلى خمس نقاط واحتلال المركز الثاني في المجموعة.
وفي نفس التوقيت من صباح بعد غد الخميس بتوقيت جرينتش (مساء غد بالتوقيت المحلي للأرجنتين) ، سيكون المنتخب البرازيلي على موعد مع مواجهة مشابهة في الظروف والحسابات حيث يلتقي المنتخب الإكوادوري في صراع محتدم على بطاقة التأهل لدور الثمانية.
ولم يكن المنتخب البرازيلي ، الفائز باللقب في البطولتين الماضيتين والفائز بلقب كأس العالم خمس مرات سابقة ، يتوقع هذا الوضع الذي يخوض من خلاله المباراة ولكن مفاجآت البطولة الحالية وضعت الفريق في مأزق حقيقي.
وسقط المنتخب البرازيلي في فخ التعادل السلبي مع نظيره الفنزويلي في بداية رحلة الدفاع عن اللقب قبل أن ينتزع تعادلا بشق الأنفس في المباراة التالية أمام منتخب باراجواي 2/2 بفضل هدف سجله المهاجم البديل فريد في اللحظات الأخيرة من اللقاء.
وتجمد رصيد منتخب البرازيل عند نقطتين فقط ليقتسم المركز الثاني في المجموعة مع منتخب باراجواي بينما يعتلي المنتخب الفنزويلي الصدارة برصيد أربع نقاط ويتذيل المنتخب الإكوادوري المجموعة برصيد نقطة واحدة.
ولذلك ، يخوض المنتخب البرازيلي مباراة الغد رافعا شعار "أكون أو لا أكون" لأن هذه المواجهة تمثل "حياة أو موت" لكل من طرفيها فالفوز يضمن لصاحبه التأهل لدور الثمانية والهزيمة تطيح بصاحبها خارج البطولة أما التعادل فلن يخدم الإكوادور ولكنه سيصعد بالبرازيل إلى دور الثمانية سواء باحتلال المركز الثاني أو الثالث في المجموعة.
ورغم امتلاء صفوف المنتخب البرازيلي بالعديد من النجوم في مختلف الخطوط وخاصة في الهجوم ، بدا الفريق البرازيلي في مباراتيه السابقتين عاجزا عن الانقضاض على منافسيه مثلما اعتاد عشاق السامبا في كل مكان بالعالم وظهرت العديد من السلبيات في أداء الفريق ولم تفلح تغييرات مديره الفني مانو مينزيس سواء في التشكيل الأساسي أو خلال المباريات أو التعديلات في خطة اللعب.
وبات الفريق مهددا بالخروج المبكر من البطولة إذا لم يحقق الفوز أو التعادل في مباراة اليوم.
ولكن الفوز وحده وبفارق مريح من الأهداف هو ما سيطمئن جماهير السامبا مثلما فعل منتخب التانجو مع عشاقه.
وتبدو المشكلة الحقيقية التي يواجهها الفريق أن لاعبيه لا يقدمون في البطولة الحالية ما يتناسب مع إمكانياتهم الحقيقية.
ولخص المدافع لوسيو قائد الفريق الأزمة الفعلية للسامبا البرازيلية في هذه البطولة عندما ناشد زملاءه في الفريق بمزيد من الجدية والإخلاص.
ورفض لوسيو /33 عاما/ ذكر أسماء اللاعبين الذين وجه إليهم الانتقادات خلال مؤتمر صحفي أقيم أمس الاثنين ، مشيرا إلى أنه يرفض التصريح بأسماء الأشخاص ولكنه يتكلم بشكل عام على أي لاعب يقصر في أداء مهمته مع الفريق.
وقال لوسيو :"نحن فريق كامل ولسنا مجرد لاعبين أو ثلاثة لاعبين يصنعون الفارق. أهم شيء هو قوة الأداء الجماعي وأن يكون لدى الفريق هدف يتحدون عليه.. يتعين على كل لاعب تحمل المسئولية وأن يلعب بمزيد من الجدية. يتعين على اللاعبين أن يظهروا سبب وجودهم في صفوف المنتخب البرازيلي. لا يمكن لفريق أن يفوز بمباراة من خلال بريقه أو اسمه".
وأوضح لوسيو أن "شعار منتخب السامبا يوجد على مقدمة قميص اللعب الخاص بالمنتخب بينما يكتب اسم اللاعب على مؤخرة القميص. شعار الفريق أهم من اسم اللاعب. المنتخب البرازيلي ليس مكانا للاستعراض. نحن نمثل بلدا بأكمله ونلعب بقميص منتخب كبير. لم نأت هنا للمزاح. نحتاج للجدية والإخلاص والحماس".
ويبدو أن لوسيو أراد بتصريحاته إلقاء اللوم على نيمار مهاجم سانتوس والمنتخب البرازيلي والذي يسعى نادي ريال مدريد الأسباني للتعاقد معه ولكن اللاعب لم يقدم في البطولة الحالية ما يستحق ذكره.
وقال لوسيو :"كل لاعب يتعين عليه التعامل بمزيد من الجدية وأن ينتقد نفسه. من الأمور المهمة للغاية أن تلعب بدون كرة ويجب عليك إزعاج المنافس. كما أصبح من الضروري للغاية أن يتعامل اللاعب بشكل أكثر حماسا داخل المنتخب البرازيلي".
ولم يقدم أي من المهاجمين الثلاثة الشبان نيمار وجانسو وألكسندر باتو ما يستحق ذكره في المباراتين الماضيتين رغم أن الآمال كانت معلقة عليهم لإعادة شباب السامبا البرازيلية.
وفشل اللاعبون الثلاثة في هز الشباك وقدموا عرضا فاترا مع الفريق في المباراتين.
كما طال الفشل لاعبين لديهم خبرة أكبر مثل داني ألفيش نجم برشلونة الأسباني وروبينيو مهاجم ميلان الإيطالي حيث كان ألفيش أبرز نقاط الضعف في مباراة الفريق أمام باراجواي بينما لم يقدم روبينيو شيئا في لقاء فنزويلا وجلس على مقاعد البدلاء في مباراة باراجواي بأكملها.
ولذلك يفكر مينزيس في تغيير ألفيش في هذه المباراة والدفع مكانه باللاعب مايكون نجم إنتر ميلان الإيطالي وقد يستعين بفريد وجيدسون على حساب روبينيو ونيمار أيضا.
ولكن المباراتين الماضيتين أكدتا بالفعل أن الفريق لا يحتاج لتغيير في التشكيل أو الخطة بقدر حاجته إلى التعامل بالجدية التي أشار إليها لوسيو.
ويدرك المنتخب البرازيلي أن منافسه ليس فريقا ضعيفا فقد دأب في السنوات الأخيرة على تقديم عروض جيدة أمام راقصي السامبا كما قدم الفريق أداء جيدا في المباراتين السابقتين له بالبطولة الحالية حيث تعادل سلبيا مع منتخب باراجواي القوي وسقط بهدف وحيد أمام فنزويلا.
ويتضح من النتيجتين أن الفريق يعاني من مشكلة حقيقية في الهجوم رغم وجود أكثر من لاعب جيد في خطي الوسط والهجوم مثل فيليبي كايسيدو ووالتر أيوفي وكريستيان بينيتيز.
ورغم ذلك قد يشكل الفريق مشكلة حقيقية وعقبة كبيرة للسامبا البرازيلية خاصة وأنه ليس لديه ما يخسره وسيحاول استغلال اهتزاز مستوى السامبا لتحقيق أي مفاجأة.
ولذلك ، طالب المدرب رينالدو رويدا المدير الفني للفريق لاعبيه بعد الهزيمة أمام فنزويلا بأن يحلموا بالفوز على البرازيل.
وأكد رويدا للاعبيه على ضرورة التمسك بالأمل وأن "يحلموا" بتحقيق الفوز على البرازيل لأنه ليس مستحيلا. وقال رويدا :"نحتاج للتعاون والتماسك بين اللاعبين والبناء الجيد للهجمة وهذا هو ما افتقدناه أمام فنزويلا".
وأوضح أن الفريق يحتاج إلى مزيد من التركيز في بناء هجماته بالإضافة للاستحواذ على الكرة بشكل أفضل. وتعليقا على المباراة المرتقبة أمام البرازيل ، قال رويدا :"عليكم أن تحلموا.. احلموا واستعيدوا الفرصة. يمكننا العبور للدور الثاني".