الواقعية حاضرة بعد قمة "سان سيرو"

في ليلة حافلة بالإثارة حسم برشلونة الجدل حول صدارة المجموعة الثامنة في دوري أبطال أوروبا، فثأر من التعادل "الفوز" في الجولة الأولى متفوقاً على مضيفه ميلان (3-2) في ملعب "سان سيرو" لحساب الجولة الخامسة.


ولم تخرج تصريحات طرفي المواجهة عن التركيز على الإيجابيات، خاصة وأن مستوى الطرفين كان مميزاً فكان الجمهور المتابع للمباراة أكبر الفائزين.

ماسيمليانو أليغري مدرب ميلان رأى أن لاعبيه قدموا مباراة جيدة، معتبراً أن الأخطاء في مثل هذه المباريات واردة، كما أكد أن الأداء الجيد يمنح فريقه مزيداً من الثقة مقارنة بفرق أخرى وقال: "لو ظهرنا بمستوى ضعيف لما كنت راضياً بعد المباراة، الكل يعلم أن برشلونة قادر على الابتكار وخلق الفرص ونحن قمنا بذلك كثيراً في الشوط الأول".

وأضاف مدرب حامل لقب الدوري الإيطالي: "لعبنا أمام خصم يمتلك لاعبين على مستوى عالٍ، تركيزنا الآن سيكون على منافسات الدوري قبل الاستعداد للدور الثاني في البطولة".

كما تحدث عن مهاجميه البرازيليين روبينيو وباتو قائلاً: "روبينيو قدم عرضاً جيداً وكانت تحركاته سريعة لكنه افتقد للحظ حتى يسجل، باتو بعيد عن مستواه فهو لم يلعب سوى 20 دقيقة في المباراة السابقة (أمام فيورنتينا في الدوري)، ومازال لديه الكثير ليقدمه".


مهمة ناجحة


وكان مدرب برشلونة جوسيب غوارديولا سعيداً لإنهاء المهمة التي خطط لها بنجاح، إذ كان يهدف لحسم صدارة المجموعة ولعب المباراة الأخيرة أمام باتي بوريسوف البيلاروسي دون أي ضغوط (تسبق مباراة الكلاسيكو أمام ريال مدريد بأربعة أيام فقط).

ونوّه أن فريقه قدم المتعة للجماهير في هذه المباراة واللاعبون دوماً يفكرون باللعب لأجلهم.

وحول خطة فريقه لهذه المباراة يشرح غوارديولا: "لعبنا بثلاثة مدافعين وسيطرنا بشكل كبير في الشوط الأول، وقلت للاعبين لا يمكننا السيطرة 90 دقيقة والفوز بسهولة في سان سيرو، ميلان خصم جيد ولا يحتاج سوى فرص ضئيلة للتسجيل".

وأضاف غوارديولا متحدثاً عن استراتيجيته في المباراة: "توقعت أن يلعبوا أمامنا بنفس طريقة مباراة الذهاب بإغلاق عمق الملعب ولذلك دفعت بميسي في الجهة اليمنى، لكنهم كانوا يندفعون عبر الأطراف في حالة الهجوم ولذلك طلبت من تياغو ألكانتارا أن يساهم بالمهام الدفاعية وقام بذلك بشكل جيد، إنه يمتلك الثقة والجرأة في أي مركز يشغله".

وأشار إلى أنه تردد في طريقة اللعب قبل المباراة ففكر باللعب بأسلوب دفاعي أكثر، لكنه في النهاية ظل وفياً لأسلوب فريقه "خاطرنا بالهجوم وحصلنا على الكثير من الفرص، لقد أدينا مباراة عظيمة".


مباراة للذكرى



مهاجم برشلونة ليونيل ميسي كان أحد أكثر الفرحين بعد المباراة لكنه أبدى احتراماً شديداً للفريق المنافس: "كان علينا الفوز على فريق عظيم وأمام جمهور رائع، كانت لحظة مميزة عندما سجلت أول هدف على فريق إيطالي، المهم أننا تصدرنا المجموعة وذلك قد يمنحنا قرعة أسهل نظرياً في الدور القادم".

بدوره قال تشافي هرنانديز صاحب الهدف الثالث للفريق الكاتالوني أن الفوز كان هاماً على أحد أكثر الفرق شهرة في أوروبا موضحاً أنه وزملاءه بذلوا جهداً كبيراً "لأن ميلان لم يستسلم حتى النهاية".

وعن الهدف الأول في المباراة أكد تشافي أنه لم يلمس الكرة: "لقد انتظرت الكرة على القائم البعيد لأضعها في المرمى وحاول فان بومل إبعادها لكنه فشل وكانت هدفاً بالخطأ".

وأشار إلى أن المدرب دفع بلاعب وسط إضافي في الفريق على حساب خط الدفاع "لمنح الفريق القدرة على السيطرة في منتصف الملعب وهو ما تحقق بشكل كبير ومؤثر".

كما أهدى تشافي الهدف الثالث للمدرب المساعد في الفريق "تيتو فيلانوفا" الموجود في المستشفى لاستئصال ورم في الحنجرة، مشيداً ببصمته في النادي وموجهاً رسالة دعم له ولعائلته.


ثقة رغم الخسارة



أما، أحد أكبر لاعبي الفريقين الهولندي كلارنس سيدورف فقال: "إنها مباراة رائعة وأعتقد أن الجمهور استمتع بها، كانت مواجهة متكافئة وفاز بها من يستحق، لكننا قدمنا أداءً يمنحنا الثقة بأننا قادرون على المضي قدماً في المباريات التالية".

وفي إشارة إلى المقارنة ببرشلونة أضاف: "برشلونة ليس مقياساً بالنسبة إلينا، لدينا مقياسنا الخاص وسنظهر مدى جودة أدائنا ولاعبينا في دوري أبطال أوروبا هذا العام".

من جهته، مدافع ميلان وبرشلونة السابق جيانلوكا زامبروتا تحدث بنوع من التفاؤل قائلاً: "لعبنا ضد أحد أفضل الفرق في العالم حالياً، وأظن أننا أبلينا بلاء حسناً، ولم يكن هناك هوة كبيرة بين الفريقين. تقدمهم للهجوم فتح أمامنا ثغرات واستغلينا ذلك بشكل جيد، لكن هجومهم كان هائلاً وأضاعوا فرصاً كثيرة".

وبنفس نبرة التحدي التي أظهرها سيدورف أعلن زامبروتا: "إن لعبنا بنفس المستوى في المباريات القادمة لن نكون هدفاً متاحاً لأي فريق وسنحقق الفوز دائماً".