بين تقرير شامل نشرته وزارة الصحة الإسرائيلية ارتفاع نسبة الإصابة بمرض السرطان لدى العرب الذكور بنسبة تزيد 3.5 أضعاف ونصف عن اليهود الذكور. وفي حين انخفضت نسبة الإصابة بالسرطان لدى النساء اليهوديات فقد ارتفعت نسبة الإصابة لدى النساء العربيات.
ووفقا للتقرير الذي تناول العقد الماضي 2000-2009، فقد ارتفع معدل الإصابات بالسرطان في العقد المنصرم بشكل كبير جدا، خصوصا وسط العرب، وذلك بزيادة وصلت إلى 21% لدى الرجال العرب، و11% لدى النساء العربيات، مقابل زيادة بنسبة 6% لدى الرجال اليهود، وانخفاض بمعدلات الاصابة لدى النساء اليهوديات بنسبة 4%، ومع ذلك فما تزال نسبة الاصابات بسرطان الغدة الدرقية، والرحم، والرئتين، وسرطان الجلد من نوع "ملنوما"، كبيرة جدا.
ويعتبر مرض السرطان السبب الرئيسي لحالات الوفاة في البلاد، وهو أمر مشابه للدول الغربية، ولكن من جيل 75 فما وفق، فإن السبب المركزي لحالات الوفاة نابع من أمراض القلب.
ووفقا لوزارة الصحة، فإن الارتفاع الكبير في إصابات السرطان لدى العرب، يعود إلى أن المجتمع العربي تبنى في العقد الأخير نمط الحياة الغربي. وقالت الدكتورة ليطل كينان- بوكر، نائبة مديرة المركز القومي لمراقبة الأمراض: "المجتمع العربي ينتقل من نمط الحياة المحاظ إلى نمط حياة متطورة ومتقدمة تقنيا، والارتفاع في نسبة أمراض السرطان كان متوقعا أيضا في مجتمعات تمر بعملية الانفتاح والتطور نفسها".
وأضافت: "ينضاف إلى ذلك، ارتفاع معدلات السمنة في المجتمع العربي، وعدم حصول انخافض في نسب التدخين، وهناك ازدياد في الأمراض المزمنة، مقابل قلة في المحافظة على الأنشطة البدنية، وهذه الأمور كلها تتراكم، ويظهر تراكمها مع مرور السنوات من خلال مرض السرطان."
في عام 2009، أحصيت في إسرائيل 161 ألف ولادة، وهذا يعني أن معدل الولادات كانت مستقرة على مدى العقد الماضي، أما معدل وفيات الأطفال فهو يراوح معدل الوفيات من الأطفال في الدول الغربية المتقدمة، إذ أن يصل المعدل إلى 3.8 حالة وفاة من بين كل 1000 ولادة، مع تفاوت كبير بين اليهود والعرب، حيث يصل معدل وفيات الأطفال عند اليهود إلى 2.7 من كل ألف طفل، مقابل 7.6 من كل ألف طفل عربي.
وبحسب التقرير فإن معدل وفيات الأطفال يرتفع مع انخفاض التحصيل العلمي للأم، حيث وصل معدل وفاة الأطفال إلى 5.3 من كل ألف طفل كانت سنوات تعليم أمهاتهم تقل عن 11 عاما بين الأطفال المولودين عام 2008، مقابل 2.6 من كل ألف طفل زادت سنوات تعليم أمهاتهم عن 13 عاما.
إلى ذلك، بين التقرير أنه في عام 2009، بلغ عدد الأطباء 25,850 طبيبا حتى سن 65، وهو ما يشير إلى حصول انخفاض بنسبة 7.8% بالمقارنة مع عدد الأطباء منذ عام 2000.
كما أن هناك 8,809 أطباء أسنان، وقد انخفضت أعدادهم بنسبة 4.4% مقارنة بالعام 2000، وانخفضت كذلك نسبة الممرضات بمعدل 7.2% منذ الـ 2000، إذ بلغ عددهن عام 2009 لـ41,597، أما نسبة الصيدلانيين، فقد ارتفعت منذ العام 2000 بنسبة 27.9%، وبلغ عددهم 5,926 صيدليا عام 2009.
هذا وأفاد التقرير بأن معدلات الصرف الخاص على الصحة ارتفعت على مدى العقد الماضي، إذ كانت نسبة إجمالي الانفاق الخاص على الصحة خلال عام 2004 32%، بينما في العام 2008 وصلت إلى 42%.
وقال مدير عام وزارة الصحة ، الدكتور روني جامزو،في تصريح لصحيفة هآرتس أمس: "فيما يتعلق بهذه النتائج، فإن الوزارة تعمل حاليا على إعداد خطة عمل لسنوات عديدة، تعتمد في الأساس على تعزيز الصحة العامة، والحد من عدم المساواة، وتعزيز البنية التحتية للصحة العامة، وخلق بنية تحتية وطنية لتقدير الجودة والأداء، وهدف الخطة هو أن المساعدة على تحسين صحة المواطنين وجودة حياتهم".