صنع بعض اللعبات الماهرة ، صرخ فرحا بالهدف بطريقة لم يفعلها سوى مرات قليلة في حياته ، ركل الميكروفون ، وطار فوق زملائه من أجل الاحتفال بفوز برشلونة 3/1 على مانشستر يونايتد. لعب ليونيل ميسي أمس السبت 90 دقيقة من السعادة الدائمة ، وضحك في ويمبلي كما لم يضحك قط. ربما لأنه كان من ضحك أخيرا.
وبهدفه ، الذي كان مفتاحا في فوز برشلونة بلقب دوري الأبطال للمرة الرابعة في تاريخه ، أنهى اللاعب الأرجنتيني موسما رائعا ، ووضع تاجا فوق تسعة أشهر تعملق خلالها كلاعب.
وقال ميسي الذي تبدو أرقامه مذهلة "ما يقوم به هذا الفريق غير عادي .. أعتقد أننا في هذه اللحظة لا نعي ما نقوم به".
أهدافه ال53 في موسم 2010/2011 جعلته يقف على قدم المساواة مع كريستيانو رونالدو ، إلا أن أهداف النجم الأرجنتيني كانت أثمن بكثير ، لأنها ساعدت فريقه على الفوز بلقب دوري الأبطال: وتكفي التذكرة بهدفي استاد "سانتياجو برنابيو" في الدور قبل النهائي ، وهدف أمس الصاروخي في نهائي "ويمبلي الجديد" بعد 19 عاما من هدف الهولندي رونالدو كومان الصاروخي أيضا الذي منح برشلونة لقبه الأوروبي الاول على استاد "ويمبلي القديم".
ولا يزال ميسي يستخدم باقتدار أفتك أسلحة كرة القدم: وهو الخداع. فقد لعب أمس بانسيابية ، دون التقيد بمركز بعينه. لم يكن جناحا أيمن كما كان يلعب في بداياته ، لكنه كذلك لم يكن "رأس حربة وهمي". عاد للخلف لصنع هجمات ، واقتحم من الوسط وأصاب الدفاع المنافس بالجنون بسبب تحركات من اليمين بعرض الملعب. كان حاضر الذهن ومتألقا. وفي حضور مدربه وأبيه الروحي جوسيب جوارديولا تمكن مجددا من الفوز بالجانب الخططي لإحدى المباريات.
كل ذلك رغم انه كان يتعرض لملاحقة مباشرة من ثلاثة لاعبين ، ورغم أن الكوري الجنوبي بارك جي سونج كان يحاول الحيلولة دون وصوله إلى منطقة الجزاء ، وقلبي الدفاع ريو فيرديناند ونيمانيا فيديتش كانا يراقبانه باستمرار ، فضلا عن الأخطاء التي ارتكبها بحقه الإكوادوري لويس أنطونيو فالنسيا واتسم بعضها بالعنف.
وذلك أيضا رغم انتهاء الشوط الأول بشكل مقلق بعض الشيء للأسبان ، الذين بوغتوا عندما كانوا يسيطرون تماما على المباراة بهدف رائع لواين روني لينتهي الشوط الأول بتعادل غير متوقع من جانبهم بهدف لكل فريق.
لم يكن كل ذلك مهما لأن اللاعب الذي يختلف عن كل أقرانه كان يحتفظ بالهدف للحظة المناسبة ، ولم يكن مستعدا لتفويت الفرصة. وبعد مرور الدقائق العشر الأولى بكل ما حوته من ضغوط وأداء خانق من جانب مانشستر يونايتد ، بدأ برشلونة يجد نفسه ، الأمر الذي كان يعني إلى حد بعيد أن يبدأ ميسي العمل.
واعترف جوارديولا بعد اللقاء "إنه أفضل لاعب رأيته ، وربما أفضل لاعب قد أراه. نحن قادرون على المنافسة ، لكن ربما بدونه لم يكن الفريق قادرا على اللعب بكل هذا القدر من المهارة"، وبعد كل ذلك المديح أضاف "ميسي فريد ، إنه غير قابل للتكرار".
وهو لا يبالغ. فقد كانت هناك بعض تمريرات له لم يتمكن بدرو من اللحاق بها في الوقت المناسب ، وكرة تم تشتيتها في اللحظة الأخيرة. ميسي صنع الخطورة طيلة اللقاء ، كما حافظ على الدور الجديد الذي لعبه هذا الموسم بتقديم هدايا لزملائه في صورة تمريرات.
وبعد أن لعب طيلة الموسم بحذاء برتقالي ، ظهر أمس بآخر أصفر ، لكن السحر لم يتغير ، بعد أن مرر الكرة بين قدمي فالنسيا ، وبعدها بقليل فعل الأمر نفسه مع القائد فيديتش.
وخلال عودته من الاستراحة فعل ذلك على طريقته. كان يسير والقميص بين أسنانه فيما كان يربط سرواله. كان آخر من عاد إلى الملعب حتى بعد الحكام ، بطيئا وشارد الذهن ، كما لو لم تكن هناك مباراة من الأصل.
لكنه لم يكن غائبا على الإطلاق. فهناك 87 ألفا و695 مشجعا تابعوا كيف تمكن ميسي بمهارة من إحراز هدف على يسار الحارس الهولندي إدوين فان دير سار ، الرجل الذي اعتزل الكرة أمس ، وبعد رأسية ملعب روما قبل عامين وتصويبة أمس لم يعد يرغب في أن يذكره أحد بميسي. كما أن لعبة شيطانية أخرى للأرجنتيني غالط فيها البرتغالي لويس تاني ، كانت السبب في الهدف الثالث لفريقه الذي أحرزه ديفيد فيا.
على العكس منه سيتذكر ميسي كل شيء. بداية من أنه قد أحرز هدفه الأول على الملاعب الإنجليزية ، وأنه عادل برصيد 12 هدفا الرقم القياسي لعدد الأهداف المحرزة في موسم واحد في دوري الأبطال والمسجل باسم الهولندي رود فان نيستلروي موسم 2002/2003 ، وصولا إلى أنه منذ تحول البطولة إلى اسمها الحالي عام 1992 بات أول من يتوج هدافا لها ثلاثة مواسم متتالية.
معبد "ويمبلي" أقر بتفوق برشلونة ، وربما يبدأ برشلونة التفكير بإنشاء معبد إقرارا بتفوق ميسي.